دعت “قوى 14 آذار” أمس الأربعاء إلى التحضير لانتفاضة سلام في لبنان، في الذكرى السابعة لقيامها بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005، مشددة على ضرورة البدء في بناء الدولة بعيداً عن الوصاية الخارجية، وسيطرة الحزب الواحد. وكانت قوى”14 آذار” قد أصدرت وثيقة سياسية خلال الإحتفال التي أقامته في بيروت، “ندعو جميع اللبنانيين من دون تمييز، إلى التشارك في التحضير لانتفاضة سلام تخرجنا من مآسي الماضي وتؤسس لمستقبل أفضل لنا جميعا”. وشددت الوثيقة على وجود “أخطار جسيمة” تحدق بلبنان اليوم، بينها “خطر وضع لبنان في مواجهة النهوض العربي التاريخي الذي بدأ يرتسم مع التحولات الكبرى التي يطلقها الربيع العربي”. بالإضافة الى “خطر تلاشي الدولة جراء الهيمنة على قرارها من أطراف سياسية لم تستمد قوتها من صناديق الاقتراع وارادة اكثرية اللبنانيين، بل من سطوة السلاح الخارج عن الشرعية الوطنية”. وقالت وثيقة قوى 14 آذار “نحن اليوم أمام قرار مصيري: إما إنتظار ما يحدث حولنا وتلقي نتائجه ومحاولة التكيف معها، واما المبادرة من اجل تحصين الارضية الصلبة التي تسمح للبنان بالاستفادة من النهوض العربي لتدعيم تجربة عيشه الواحد وبناء سلامه الداخلي”. وأضافت “ان لهذا السلام ركيزتان: عدم الاستقواء بقوى اقليمية او دولية”، واعادة “بناء حياتنا المشتركة بشروط الدولة الجامعة، لا بشروط طائفة أو حزب سياسي أو ميليشيا مسلحة أو وصاية خارجية”. هذا وقد بدأت انتفاضة الاستقلال أو “ثورة الأرز” في 14 مارس 2005، عندما خرج حوالي مليون لبناني للشارع مطالبين بالكشف عن قتلة الحريري، وبانسحاب الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد العسكري والنفوذ الواسع على الحياة السياسية. ونجحت الإنتفاضة في إجبار الجيش السوري على الإنسحاب في ابريل من العام ذاته، وفازت القوى السياسية المناهضة لسوريا في الإنتخابات البرلمانية عام 2005، إلا أن الأزمات المتلاحقة أحاطت بالبلاد، خاصة في وجود الخلاف الكبير بين قوى 14 آذار وحزب الله.