اتهم سفير روسيا في الأممالمتحدة الحكومة الليبية بتدريب معارضين سوريين لشن هجمات على أهداف تابعة للحكومة السورية ما أثار غضبا في مجلس الأمن خلال جلسة حضرها رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب. وقال فيتالي تشوركين “تلقينا معلومات تفيد بأن هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركزا خاصا لتدريب متمردين سوريين وهؤلاء يتم إرسالهم إلى سوريا لمهاجمة الحكومة الشرعية”. وأضاف المندوب الروسي الذي كان يتحدث خلال جلسة مخصصة لليبيا إن “هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق بموجب كل المعايير القانونية وهذه النشاطات تقوض الاستقرار في الشرق الأوسط”. وتابع تشوركين “نعتقد أن تنظيم القاعدة موجود في سوريا والسؤال المطروح الآن هو هل تحول تصدير الثورة إلى تصدير الإرهاب؟” من جهته، أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الخميس أنه “ليس على علم” بوجود معسكر لتدريب متمردين سوريين في بلاده، كما أكد السفير الروسي. وقال الكيب في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون “فيما يتعلق بمعسكرات التدريب هذه، أنا لست على علم بها، إلا إذا كان الأمر حصل دون إذن الحكومة، وأنا استغرب ذلك”. وروسيا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي، حليفة رئيسية لسوريا وتوجه انتقادات حادة لتحركات الغرب في دعم المقاتلين الذين أسقطوا نظام معمر القذافي في ليبيا. واستخدمت روسيا مع الصين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أيضا، حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد سوريا. وأثارت التعليقات في الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة تمديد مهمة الأممالمتحدة في ليبيا، غضب السفيرة الأمريكية سوزان رايس ورئيس الوزراء الروسي. وقالت رايس للصحفيين بعد الاجتماع: “من المستغرب أن روسيا وهي أحد مصدري السلاح إلى سوريا، تتهم ليبيا أو أي دولة أخرى بارتكاب خطأ تقديم أسلحة- إذا كان ذلك صحيحا على أرض الواقع- إلى المعارضة”. وأضافت أن روسيا تحتاج إلى أن “تبدأ بنفسها وتدرس كل مسئوليتها” في النزاع الدولي بشأن سوريا. وبعد حديث مندوب روسيا عن قتل الناتو لمدنيين ليبيين، أكد رئيس الوزراء الليبي أن الحكومة حققت في كل القتلى المدنيين بالتعاون مع الحلف الأطلسي. وقال الكيب في مجلس الأمن إن “هذه المسألة التي تتعلق بدماء ليبيين يجب أن لا تصبح موضوع دعاية سياسية يستخدمها بلد ضد آخر”. وأضاف المئول الليبي “آمل أن لا يكون سبب إثارة هذه المسألة هو منع الأسرة الدولية من التدخل في شئون دول أخرى عندما يتعرض الشعب للقتل”، في إشارة ضمنية إلى سوريا.