في إطار دعمه للقضية الفلسطينية، نظم الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الثقافة، أمس الثلاثاء، ندوة حملت عنوان "القدس تراث لا ينسى" تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ضمن الفعاليات التي ستقام خلال العام الجاري الذي اختاره الأزهر ليكون للقدس. وأكد المشاركون في اللجنة أن حملات تشويه التراث العربي الإسلامي بمدينة القدس التي ينفذها الكيان الصهيوني، تحتاج إلى مواجهة جادة على المستوى العربي والعالمي، وأن قضية إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لا تحتمل الجدل أو النقاش. وفي كلمته، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن محبتنا للقدس الشريف لابد أن تتحول إلى برامج عمل تتوجه إلى وجدان المسلم قبل غيره، مشددا على ضرورة أن تعود القدس لمكانتها المستحقة في وعينا وثقافتنا العربية والإسلامية من خلال مناهج التعليم والتربية. وأضاف علام أن القدس لن ترجع إلينا بالعبارات الرنانة أو الخطب الزائفة، فإذا كنا صادقين، فعلينا أن نبذل الكثير من أجل الأقصى، مباركا الجهود التي يبذلها الأزهر تجاه القضية تحمل للعالم رسالة مهمة مفادها أن للقدس مَن يحرص على تراثه وهويته، وأن قضيته لا يمكن التفريط فيها. وتابع مفتي الجمهورية، أن هذه الجهود تأتي في ظل اعتداءات صارخة على المسجد الأقصى تحاول سلب أحقية العرب والمسلمين في القدس الذي مازال بحاجة ماسة لبذل الكثير من الجهود، فجميع الأبحاث والدراسات التاريخية تؤكد أن مدينة القدس عربية خالصة، وكل من مر بها عبر تاريخها، يؤكد على هويتها العربية، في الوقت الذي نرى فيه حكومة الاحتلال الصهيوني تنقب وتبحث عن أثر واحد يؤكد أحقيتهم في القدس.
وحذر علام من خطر الوقوع في فخ مخططات التقسيم والحروب الأهلية التي تتسبب في إنهاك الأمة، مطالبا بضرورة العمل على توحيد الصف ولم الشمل وتحقيق الاستقرار والأمن والوحدة والتنمية وكل ما يقوي أمتنا سياسيا واقتصاديا وعلميا وحضاريا، فلا شك أن كلها أسباب مقدورة متاحة تقرب بيننا وبين تحقيق حلم كل المسلمين باستعادة الأقصى الشريف. أما الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، قال إن الندوة تأتي ضمن سلسلة ينظمها الأزهر لدعم قضية القضية باعتبار أن 2018 عام القدس الشريف، مؤكدا أن الأزهر لن ينسى القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية وهي فلسطين وعاصمتها القدس، وكان رد فعل الأزهر قويا بعد الإعلان الجائر من قبل الرئيس الأمريكي، وتحرك بخطوات وجهود كبيرة لرفض القرار الباطل عقب صدوره، وعقد مؤتمرا عالميا تابعه ما يزيد على المليار من أحرار العالم الرافضين للقرار الجائر. وذكر شومان أن الأزهر سيحيي القضية في قلوب شباب الأمة من خلال فعاليات وندوات تنظمها جامعة الأزهر، وعبر المحاضرات التوعوية في المدارس والمعاهد والمساجد، والندوات الفكرية في مراكز الشباب وقصور الثقافة، بالإضافة إلى القوافل الدعوية التي ينظمها الأزهر الشريف، متابعا: "رأينا ثابت ولا تنازل عنه، أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، وهي قضية ليست محلا للنقاش ولا يملك الفلسطينيون أنفسهم الحوار حول هذه المسألة"، مؤكدا أن الأزهر سيواصل العمل ولن يترك القدس. فيما قال الدكتور هشام عزمي، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن تراث القدس اليوم مهدد بالخطر بسبب الممارسات الإسرائيلية تجاهه، حيث تم هدم حي المغاربة كاملا، وطُرد جميع سكانه، معتبرًا أن هذه الندوة محاولة للم الجهود المؤكدة على عروبة القدس، مشيرًا إلى أن دار الكتب تقتني مطبوعات ووثائق ثمينة ومئات من العناوين التي تتناول مدينة القدس وتؤكد على هويتها العربية. وأكد المستشار خليل الرفاعي، نائبا عن وزير الأوقاف الفلسطيني، أن الأزهر الشريف يثبت كمؤسسة مركزية للعالم الإسلامي أن القدس في القلب، مثمنا مواقف الإمام الأكبر شيخ الأزهر تجاه القدس، والتي كان آخرها اعتبار 2018 عاما القدس؛ ليجذب بذلك أنظار أحرار العالم للقضية، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لجميع العرب والمسلمين.