تنطلق غدًا السبت الدورة الثانية من مهرجان شرم الشيخ السينمائي بمحافظة جنوبسيناء، الذي تستمر فاعلياته حتى التاسع من مارس الجاري، حيث قررت إدارة المهرجان برئاسة جمال زيادة إهداء الدورة إلى الناقد الراحل علي أبو شادي، وتكريم حسن حسني وليلى طاهر والمخرج علي بدرخان عن مجمل أعمالهم الفنية. الأزمات تلاحق المهرجان قبل انطلاقه، فقد أنذرت اللجنة العليا للمهرجانات الفنية والمسابقات المحلية والدولية، برئاسة المخرج عمر عبد العزيز، وجمال زايدة رئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي، إدارة المهرجان بضرورة إنجاح الدورة الثانية، وذلك عقب فشل الدورة الأولى في جذب الجمهور، لحضور فاعليات المهرجان وعروض الأفلام المشاركة فيه. حمل المهرجان لقب "مهرجان الكراسي الفارغة"، إثر تغيب الجمهور عن حضور الأفلام في الدورة الأولى من العام الماضي، وقررت اللجنة منح إدارة المهرجان الفرصة الأخيرة لإثبات قدرته على الاستمرار في دورته الثانية. الإنذار نابع أيضًا من قيام إدارة المهرجان باستضافة المخرج الفلسطيني إياد حجاج المتورط بالتطبيع مع إسرائيل عام 2013، إثر مشاركته في إنتاج فيلم بعنوان "Raptor Ranch" مع منتج إسرائيلي يدعى "Shlomo May Zur". ورغم حالة الهجوم والرفض التي تعرض لها المهرجان خلال الأيام الماضية؛ بسبب استضافة فنان يطبّع مع الكيان الصيهوني، إلا أن رئيس المهرجان جمال زيادة أصر على استضافته، وتعديل تذاكر حضوره لشرم الشيخ بكل طلباته رغم أن المهرجان يعاني ضعفًا في الميزانية. الناقد السينمائي كمال القاضي قال إن مهرجان شرم الشيخ أقيم في الأساس من أجل السياحة وتنشيطها، لكنه للأسف لم يحقق هذا الهدف في دورته الأولى التي كانت بمثابة فضيحة، حيث لم تجد الوفود المشاركة مقرًّا لإقامتها ولا حتى طعامًا، الأمر الذي دفع البعض إلى مغادرة شرم الشيخ والمهرجان، وبالتالي كانت نتيجته سلبية. وأضاف كمال ل "البديل" أن فكرة تعدد المهرجانات في مصر سلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليست في صالح السينما المصرية، فكلما كثرت المهرجانات، لجأت إدارة أي مهرجان مقام إلى أفلام متوسطة ومخرجين وفنانين متوسطين؛ للمشاركة في هذه المهرجانات، وأكبر دليل على ذلك المخرج الفلسطيني إياد حجاج المطبع مع إسرائيل. وتابع الناقد السينمائي أن إدارة المهرجانات لا تتحرى الدقة فيمن تسضيفهم، فتكون النتيجة أنها تسبب إحراجًا للسينما المصرية وللمثقفين المشاركين في مهرجان كهذا، فهم ببساطة سيتهمون بالتطبيع مع إسرائيل، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني فشلت كل محاولاته في المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي، منذ عهد سعد الدين وهبه حتى الآن، لكنهم للأسف نجحوا في التسلل إلى المهرجانات الصغيرة، مثل مهرجان شرم الشيخ بمشاركة مخرج مطبع كإياد حجاج. وطالب الناقد السينمائي بضرورة وجود جهة رقابية على الأفلام المشاركة في هذه المهرجانات، فمثلما توجد رقابة على الأفلام داخل مصر، يجب أن توجد رقابة على الأفلام التي تشارك في المهرجانات المصرية؛ لمعرفة هوية المشاركين فيها، لأن إسرائيل دائمًا ما تحاول كسر الحاجز الذي بيننا وبينهم بشتى الطرق؛ لتحقيق التطبيع الذي يلهثون وراءه. ولفت إلى نقطة الشخصيات التي يتم اختيارها لرئاسة المهرجانات الصغيرة هذه، ضاربًا المثل بالسيناريست محمد عبد الخالق رئيس مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، وهو لا رصيد فنيًّا له ولا خبرة تؤهله لرئاسة مهرجان مثل هذا، مشيرًا إلى أنه عادة ما يتم اختيار أشخاص غير "مؤدلجين" لرئاسة هذه المهرجانات؛ لتحقيق أهداف معينة، موضحًا أن الرقابة على هذه المهرجانات ليست حدًّا من الإبداع، وإنما بمثابة تنقية لسمعة المهرجانات والسينما المصرية إجمالاً.