* لوفيجارو : تركيا والأردن تغضان الطرف عن الأسلحة المهربة إلى الجيش السوري الحر * الغرب يخشى تسليح الجيش الحر حتى لا يدفع سوريا إلى حرب أهلية يستغلها نظام الأسد * بسمة كضماني: دول أمدت الجيش الحر بتكنولوجيا اتصالات عسكرية ودروع واقية ونظارات للرؤية الليلية كتب- أحمد شهاب الدين: على الرغم من جهود عدة لتوحيد صف المعارضة السورية، إلا أن الجماعات المعارضة في سوريا لاتزال ممزقة، وهو ما يصعب عليها الحصول على الدعم الدولي في ظل الانقسام والتباعد عن المعارضة في الداخل. وذكر موقع “ستارتفور” الإسرائيلي إن الغرب يمكن أن يتعاملوا مع المجلس الوطني السوري ولجنة التنسيق الوطنية ولكن اختلاف رؤيتهم حول كيفية إسقاط نظام الأسد إضافة إلى افتقادهم لدعم واضح من المتظاهرين في سوريا، يرجح عدم حصولهم على الدعم الدولي الذي يحتاجونه لقلب نظام الحكم في دمشق. وهو السبب نفسه الذي يعرقل دعم المعارضة المسلحة “الجيش السوري الحر”.، إضافة إلى اختلاف الرؤى بين المعارضة حول إمكانية تلقي الدعم الخارجي من عدمه. وأضاف الموقع أن هناك سبب خارجي يتعلق بحساسية الوضع السوري الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران وحزب الله وحماس، مما يعقد الوضع مع سوريا بالمقارنة مع نظام القذافي في ليبيا. وأوضح أن “الغرب لا يريد أن يظهر في الصورة”، حتى لايثير حساسية روسيا والصين وإيران اللتان تعتبران سوريا “الخط الآمن” بالنسبة لها. ومن جانبها، ذكرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية بهذا الصدد في عددها الصارد اليوم السبت أنه على الرغم من أن بعض الدول الغربية وخاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا ترفض “رسميا” تسليح الجيش السوري الحر خوفا من دفع البلاد لحرب أهلية يستغلها نظام دمشق إلا أن هذه الدول تقوم بتسهيل وصول الأسلحة للمعارضة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا والأردن التي تتقاسم الحدود المشتركة مع سوريا تغض الطرف عن مشتريات الأسلحة التي يزود بها السوريون في المنفى الجيش السوري الحر، ونقلت “لوفيجارو” عن مصدر بالمعارضة السورية قوله إن “الأسلحة الخفيفة ومعدات الاتصالات والرؤية الليلية تخترق بالفعل الأراضي السورية عبر بعض المهربين وتحت غطاء من أجهزة الاستخبارات الغربية” وأضاف المصدر أن هناك اتصالات جرت أيضا بهدف تزويد المعارضة في الداخل بالوسائل المضادة للدفاعات الجوية والمضادة للدبابات. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال مع هيلاري كلينتون إن النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون.. ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها. معتبرا أن فكرة تسليح المعارضة السورية “فكرة ممتازة “، بينما اكتفت كلينتون بدعوة قوات الأمن السوري إلى عصيان أوامر قادتهم بتنفيذ أعمال عنف ضد معارضي الأسد. وفي تصريحات لبسمة كضماني الشخصيات القيادية في اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري، أن هناك دول رفضت ذكر اسمها أمدت الجيش السوري الحر بتكنولوجيا اتصالات عسكرية، ودروع واقية ونظارات للرؤية الليلية. وقالت في تصريحات نقلتها “تليجراف” البريطانية: “ما يمدوننا به على أرض الواقع هو المعدات الدفاعية والخفيفة، وقد بدأ هذا الدعم. ومن جانبها، نقلت “ديلي تلجراف” نفي مسئولين غربيين لذلك، وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن توفير إمدادات عسكرية لم يكن ولن يبدأ حتى تتم مناقشتها بين الجانبين وأضاف أن “الكثيرين يتحدثون عن القطريين والسعوديين ولكني ليس لدي علم بذلك”. وبرر دبلوماسي غربي امتناع الغرب عن الدعم العسكري للمعارضة السورية بأن “القوى الغربية لاتزال تعتبر الحل العسكري يستغرق وقتا طويلا وتكلفة عالية” ويرى أن محاولات الضغط على النظام السوري حتى يصل إلى نهايته، حتى من قبل روسيا، هو الاختيار الأفضل. وهو الرأي الذي يتفق معه وليام هيج وزير الخارجية البريطاني حيث صرح بأن بريطانيا لم تفكر في إرسال أسلحة وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يحظر الأسلحة على سوريا، وهذا “يعني أننا سنراقب حظر الأسلحة في جميع الاتجاهات”. واستبعد هيج يتدخل المسئولون الغربيون بشكل مباشر، ولكنه لا ينفي أن الإمداد بالأسلحة خيار أخير إذا فشلت الجهود الأخرى ولكنها ليس مخطط لها في المستقبل القريب. وعلى الرغم من أن مسئولا في وزارة الخارجية نفى بحدة أن تجرى مفاوضات بهذا الشأن في الغرف المغلقة في اجتماع أصدقاء سوريا، إلا أن كضماني قالت لصحيفة “ديلي تلجراف” أن الأمور في الواقع “أكثر تقدما من ذلك”، وأن توفير الأسلحة محل إجماع الآن ” وأضافت: “هناك شبكات غير رسمية تعمل، وهناك أسلحة كثيرة تدخل البلاد”. وحسب “ديلي تلجراف” فالأسلحة التي يستخدمها الجيش الحر في سوريا تعتمد بشكل كبير على بنادق كلاشينكوف، كانوا يملكون العديد منها قبل انشقاقهم عن جيش النظام، واشتروا بعضها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء في تركيا ولبنان، إضافة إلى قذائف صاروخية، وبعض مدافع الهاون، ويعتقد أن لديهم كميات قليلة من الأسلحة المتخصصة التي أخذوها من الجيش النظامي بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات الموجهة، والتي استخدم أحدها بنجاح في أرض المعركة.