كتب: هاجر عثمان ومصطفى عبد الفتاح عبر جموع المثقفين عن رفضهم التام للخطوة التي أقبل عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، مؤكدين أن ما حدث كان بسبب تخاذل حكام العرب أمام الآلة الأمريكية، مقترحين عدة حلول، أبرزها إثارة الأمر أمام القضاء الدولي بشتى الطرق، وفتح الباب أمام إنتاج عربي سينمائي ودرامي ضخم يخاطب المجتمعات الخارجية لتدويل القضية بشكل أوسع مما سبق. وقال الشاعر عبد المنعم رمضان، إن قرار ترامب لم يكن مفاجأة، في ضوء سياسات السلطات العربية، سواء تجاه شعوبها أو قضاياها الكبرى التي مهدت له الطريق بأن يفعل ذلك بسهولة، والآن تضع ورقة التوت على عوراتها وتستنكر ما فعله ترامب! وأضاف رمضان ل"البديل" أن أي رئيس أمريكي لم يكن يجرؤ على القرار لولا الضوء الأخضر الذي منحته له الأنظمة العربية، ليكون الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل بداية لخطوات أكثر سوءًا، مبديا عدم تفاؤله بأي تحرك من المثقفين، قائلا "أيدك منهم والأرض"، مؤكدا أن المثقفين يعانون من نفس الوهن والضعف والتفكك الذي تعانيه السلطات. ويرى رفعت سلام، الشاعر والمترجم، أن هناك إمكانية أمام المثقفين لفعل شيء، لكن ليس كبيرا؛ بسبب وصول قمع النظام إلى حدود غير مسبوقة في التاريخ المصري الحديث، ولنا عبرة في وجود عشرات الآلاف في السجون، وما جرى في مظاهرات تيران وصنافير، موضحا أن مواجهة قرار ترامب، مهمة سياسية في الدرجة الأولى وليست ثقافية، لكن عندما تقوم الأحزاب والتنظيمات السياسية بدورها، سينضم المثقفون مباشرة لها بشكل تلقائي، وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤولية. وعن الدور الذي لعبه المثقفون أثناء حصار بيروت في الثمانينيات والاجتياح الصهيوني وسفر كثير منهم إلى هناك، قال سلام ل"البديل"، إن مشاركة المثقفين آنذاك، كانت تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، مستنكرا فكرة الهجوم على المثقفين وإلقاء مسؤولية ما يحدث على عاتقهم. أما الروائي إبراهيم عبد المجيد، قال إن جموع المثقفين منذ قديم الأزل، يكونون في صدارة المشهد لجميع القضايا الوطنية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الخطوة التي اتخذها ترامب أمس، تخطت جميع الحدود الحمراء، والأمر يحتاج إلى تحرك سريع ورد فعل قوي على القرار. وأضاف عبد المجيد ل"البديل"، أنه لا يعلم حاليا ما الوسيلة المتاحة لتحقيق ضغط دولي على الكيان الصهيوني ردا على ما جرى أمس، قائلا: "لا أدري إن كان القانون الدولي يسمح لنا كمثقفين أن نرفع قضايا أمام جهات دولية من خلالها نحقق ضغط كبير ويكون نتيجة لما جرى"، مؤكدا أنه في حال ما كان هناك طريق لذلك سيسلكه المثقفون بأسرع وقت مناصرة للشعب الفلسطيني. وقال الناقد الأدبي حسام عقل، إن قرار ترامب يعتبر وعد بلفور جديد، بل في الحقيقة أسوأ؛ لأنه أجهز على القضية الفلسطينية برمتها وقضى على القضية الأساسية، وهي قضية القدس، مضيفا ل"البديل"، أنه ما حدث يحتاج إلى اتخاذ عدة خطوات، في ظل وضع مخز ومذل من حكام العرب، على رأسها نبذ الخلافات بين المثقفين على جميع المستويات وفتح صفحة للوحدة بين الجميع من جديد، إضافة إلى تشكيل كيانات عربية يكون لها عدة أذرع منها تاريخي يحكي قصة القدس ويفسر للناس بعض المفاهيم الخاطئة مثل الخلط بين مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وشق قانوني يقضي بتحريك دعاوى أمام القضاء الدولي والتأكيد على أحقيتنا بالقدس. وأكمل أن الخطوة الثالثة تتضمن إنتاجا دراميا عربيا يخاطب العالم الخارجي بلغته وليست مقتصرة على لغتنا فقط؛ لتوضيح القضية وتسليط الضوء عليها، بجانب إنتاج أفلام عربية ضخمة تحكي قصة القدس للعالم، وقبل هذا كله، فتح متنفس حرية للمواطنين لكي يعبروا عن آرائهم.