لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي المحتلة، حيث جرى التصعيد الأخير الذي استهدف فيه الاحتلال مواقع للمقاومة الفلسطينية في أماكن متفرقة من قطاع غزة مساء الخميس، فضلاً عن اعتداء المستوطنين في قرية قصرة بمدينة نابلس على مواطن كان يعمل في أرضه وقتله بالرصاص صباح اليوم نفسه، وجاء ذلك تزامنًا مع اتهام إسرائيلي للجهاد الإسلامي بإطلاقها 15 قذيفة هاون باتجاه الأراضي المحتلة، دون تأكيد أو نفي رسمي من الحركة. يزعم الاحتلال أنه يرد على صواريخ أطلقت باتجاهه من غزة، لكن حركة الجهاد الإسلامي ترى أن الاحتلال يريد صرف الناس والرأي العام عن جريمة قرية قصرة، حيث بات تهديد المستوطنين لأصحاب الأراضي في الضفة الغربية واضحًا، بهدف دفعهم نحو المغادرة أو قتلهم، وذلك للتوسع الاستيطاني الصهيوني. داوود شهاب، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، حمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد، وقال إن المقاومة الفلسطينية لها الحق في الرد والدفاع عن شعبها، مؤكدًا أن الاحتلال يخلط الأوراق، ويشغل الرأي العام عن جرائم المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة. فصائل المقاومة المختلفة في قطاع غزة، أصدرت بيانات مقتضبة، تؤكد أن سلاح المقاومة في غزة هو القادر على حماية الشعب من الاحتلال، مؤكدة على حقها في الرد على الاعتداء المتواصل ضد الفلسطينيين. حركة حماس قالت، على لسان ناطقها حازم قاسم، إن المقاومة تمارس حقها بدفاعها عن الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاستهدافات لمواقع المقاومة في قطاع غزة لن تكسرها، ولن تكسر إرادة الشعب. لجان المقاومة في فلسطين أجمعت على ضرورة الرد وردع العدوان والإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بأشكاله المختلفة، كالإعدامات التي تطال الفلسطينيين في الضفة الغربية في أراضيهم، أو قصف قطاع غزة، محذرة الاحتلال من أن جرائم كهذه لا يمكن أن تنتهي دون رد يوازي حجم جرائمه. ونادت لجان المقاومة برد مناسب وتصعيد للمقاومة وإشعال انتفاضة في الضفة الغربية والقدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، الذين يتنمرون على الفلسطينيين العزّل بحماية من جنودهم. ودعت الفصائل إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لأجنحة المقاومة العسكرية؛ للرد على التصعيد الإسرائيلي، حيث إن الاحتلال استهدف مواقع لفصائل مقاومة مختلفة في غزة. ونادت أصوات فلسطينية بضرورة الوحدة الميدانية والسياسية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة؛ لمواجهة الاحتلال بيد من حديد، ولردعه عن أي تجاوزات ضد الفلسطينيين، فمحتل كإسرائيل لا يعرف إلا لغة القوة، وهذا ما أكدت عليه المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها، مشددة على أن لديها هذه القوة لردعه، لكن الوحدة الفلسطينية هي الخطوة الأولى لتحقيق توازن الرعب.