ظاهرة جديدة لم تشهدها الرياضة المصرية من قبل، حيث انتشرت الدعاية الخاصة بالمرشحين لرئاسة الأندية المصرية، التي تجرى انتخاباتها خلال الشهر الجاري، في مختلف أنحاء المدن وشوارعها وضواحيها، بخلاف ما كان يتم في الماضي، حيث كان المرشحون يكتفون بتعليق لافتات الدعاية الخاصة بهم في محيط النادي. بطبيعة الحال، استحوذت انتخابات قطبي الكرة المصرية ناديي الزمالك والأهلي، التي ستجرى يومي الجمعة 24، و30 من شهر نوفمبر الجاري، على الاهتمام الأكبر سواء على المستوى الإعلامي أو الجماهيري، وشهدت الدعاية الانتخابية إنفاقا كبيرا، ولم يكتف المتنافسون في كلا الناديين بالإعلانات على أسوار النادي أو بالندوات فقط، بل امتد الأمر إلى الإعلان في أشهر الأماكن وفي كثير من شوارع القاهرة والجيزة، إلى جانب الإعلانات المدفوعة في الصحف والمواقع وصولًا إلى الراديو والتليفزيون. الظاهرة الجديدة أثارت عددا من الأسئلة حول ضوابط انتخابات الأندية والاتحادات الرياضية خصوصًا أن العمل بها تطوعي ولا يحصل الفائزون بمقاعد مجالس إداراتها على مقابل مادي. المستشار نصر عزام، خبير اللوائح، قال إن قانون الرياضة الجديد لم يلتفت لمثل هذا الأمر، فلم يتضمن بنودا تجبر المرشحين على الالتزام بمبلغ معين لإنفاقه على حملته الانتخابية. وأوضح ل"البديل" أن اللوائح الأساسية للأندية لم تتطرق إلى هذا الأمر أيضًا، وهو ما سمح بالحرب الشرسة الدائرة الآن، مؤكدا أن الأمر في حاجة إلى وقفة للإجابة عن السؤال بشأن الاستفادة من وراء ضخ كل هذا المال نظير عمل تطوعي، "كما يجب أن تتدارك اللجنة الأولمبية الأمر، وكما فرضت على كل ناد حضور عدد معين من الأعضاء خلال الجمعية العمومية من أجل إقرارها على حسب عدد أعضاء كل ناد، يجب أن يكون هناك مبلغ معين للإنفاق على الحملات الإعلانية على حسب عدد الأعضاء وعدد الأفرع". الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميدة كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، أكدت أنها كانت سعيدة بتجربة انتخابات الأندية في السابق إذ كانت تتسم بالديمقراطية قبل أن تتحول إلى أن من يملك المال هو من يستطيع الظهور وأن يفرض نفسه على الساحة ومن يمتلك المال هو من يتولى المناصب. وأشارت في حديثها ل"البديل" إلى أن الكثير من الأشخاص يسعون وراء المناصب دون وجود برنامج انتخابي، "فكيف سيفيد المرشح ناديه وعلى أي أساس تختاره الجمعية العمومية؟ ثم ما هي الفائدة التي سيحققها مجلس الإدارة الفائز في عمل تطوعي لينفق هذا الكم الهائل من المال على الحملات الانتخابية ويدخل ذلك الصراع؟".