يبدو أن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناقض سلفه، باراك أوباما؛ حيث ساعدت سياسة الأخير في التفاوض على الشراكة عبر المحيط الهادئ، لكن الأول تجاهل ذلك، كما حث أوباما الدول على قبول المزيد من اللاجئين السوريين، إلا أن ترامب عمل على العكس، كما أن أوباما وقع الاتفاق النووي الإيراني، الذي يصفه ترامب بالمحرج. بعد الخلاف الحالي مع تركيا، يبدو أن ترامب بدأ اتباع سياسة أوباما الخارجية، فكان يرى أوباما أن العلاقة الشخصية مع رجب طيب أردوغان، الزعيم الاستبدادي، يمكن أن تعزز المصالح الأمريكية، رغم أن أنقرة تتصرف مع واشنطن وكأنها عدو، حيث قال ترامب، الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أمريكا تتمتع بصداقة وثيقة مع تركيا، والدولتان صديقتان أكثر من أي وقت مضى. ألقت السلطات التركية الأسبوع الماضي، القبض على مواطن تركي ثان، يعمل لدى البعثة الدبلوماسية الأمريكية في تركيا، ولم تخبر أنقرة السفارة الأمريكية بالاتهامات الموجهة لموظفها، ويوم الثلاثاء، حكمت محكمة تركية على مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فنلندي الجنسية، بالسجن 25 شهرا بتهمة الإرهاب؛ لنشره أخبارا عن الأكراد في عام 2015. لم تذكر وسائل الإعلام شيئا عن اعتقالات تركيا للمواطنين الأمريكيين في عام 2016، في أعقاب الانقلاب العسكري على نظام أردوغان، كما أنه قبل عام، اعتقل الأتراك قسا أمريكيا، ويدعى اندرو برونسون، بتهمة أنه عضو في جماعة مسلحة تسعى للاطاحة بالحكومة، والتهمة لم تجد السلطات الأمريكية دليلا لها. لدى أردوغان مشاحنات مشروعة مع السياسة الأمريكية، وتحديدا منذ الانقلاب، حيث يحاول مع السلطات الأمريكية تسليم رجل الدين، فتح الله جولن، الذي يعيش في الولايات المحدة منذ عام 1999، ويتهمه أردوغان بالوقوف خلف الانقلاب، بجانب أن واشنطن تدعم المقاتلين الأكراد السوريين، الذين تربطهم علاقات بالانفصاليين الأكراد في تركيا، وهذا جزء أساسي من توتر العلاقات. اقترح أردوغان، تسليم برونسون مقابل جولن، في مقابل تقديم دليل قوي يؤكد تورط جولن في محاولة الانقلاب عام 2016، لكن المسؤولين الأمريكيين رفضوا. وقال إريك إدلمان، الذي شغل منصب السفير الأمريكي لدى تركيا بين عامي 2003 و 2005، إن أردوغان مهتم بتبادل الأسرى لصالح رضا زراب تاجر الذهب التركي، الذي ألقي القبض عليه في العام الماضي. كل هذه الأحداث تذكرنا بولاية أوباما الأولى، حين وصف أردوغان بالزعيم الإسلامي المعتدل، وأنه يقدم نموذجا للديمقراطية الإسلامية. العلاقات الأمريكية التركية أصبحت أسوأ بكثير، منذ أن أدخل أوباما الحسابات الشخصية مع أردوغان، وبناء عليه، يستهدف الأتراك المواطنين الأمريكيين،إذا أراد ترامب حقا أن يميز نفسه عن سلفه، فعليه أن يبدأ في إظهار نفس المعاملة لأروغان. المصدر