تحول انتشار الكلاب الضالة في مدن محافظة البحيرة إلى ظاهرة باتت تهدد حياة المواطنين نظرا لما تسببه من رعب خاصة للأطفال، ولا سيما مع بداية العام الدارسي، وأكد مواطنون أن الظاهرة استفحلت بسبب توقف مواجهتها منذ سنوات. وأوضحت مصادر بمديرية الطب البيطري أن البحيرة الأعلى بين محافظات مصر من حيث انتشار الكلاب الضالة إلى جانب محافظة الوادي الجديد، وسجلت مستشفيات البحيرة أعلى نسبة للمصابين بالعقر في عام 2106-2017. وقال عبد اللاه حمدان، صاحب سوبر ماركت بمدينة دمنهور، إن حي ادمون أحد الأحياء الراقية بالمدينة أصبح مرتعا للكلاب الضالة التي تنشط خاصة في فترة الليل، وانتشرت بشكل غير مسبوق نتيجة انتشار تلال القمامة على أطراف الحي خلف إدارة الصرف المغطى التي تتميز بحداثة المنشآت وكثرة أعمال البناء، مشيرا إلى أنه يضطر لإغلاق السوبر ماركت في الساعه الثامنة مساء من كل يوم، نتيجة خلو الشوارع وغياب المارة خوفا من الكلاب الضالة. وأكد الدكتور عماد حمدي، مدير عام الطب الوقائي بصحة البحيرة، أن حالات العقر ليست قليلة إلا أنه لا يوجد حصر دقيق لها، فيما أشار إلى سرعة التعامل مع المصابين وتوافر اللقاح الكافي للتعامل مع معظم حالات العقر في كافة المستشفيات، وأن حالات معينة منها العقر بالقرب من الرأس أو التهتك الشديد نتيجة العقر تحتاج إلى أمصال متوفرة في عدد من المستشقيات فقط من أهمها مستشفى حميات دمنهور. وقال الدكتور جاب الله الخولي، مدير عام الطب البيطري بالبحيرة، إن المحافظة مسجلة في منظمة الصحة العالمية ضمن أكثر محافظات مصر من حيث انتشار الكلاب الضالة ويتجاوز عددها 4 آلاف كلب ضال في مدن البحيرة، وأرجع الخولي، ذلك إلى انتشار المزارع والحظائر العشوائية، مشيرا إلى أن بعض المحافظات لا تعلن عن الأرقام الحقيقية بينما تعلن البحيرة بكل شفافية. وأشار مدير الطب البيطري، إلى أن مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة والقضاء عليها يتم عن طريق مادة "استركرين" السامة التي تسورد من الهند، وتوجد لها ميزانية خاصة من الدولة، إلا أن سعرها المرتفع يتطلب توفير ميزانية إضافية لنجاح عمليات المواجهة، فيما أكد أن الخرطوش، وهو أحد وسائل المقاومة، أقل فاعلية من المادة السامة.