أزمة جديدة يعاني منها المرضى، حيث تشهد الأوساط الصحية نقصا حادا في صبغات الأشعة خاصة "اللبيدول" و"البيروجرافين" اللتين تستخدمان في الأشعة الداخلية بالقسطرة مع العلاج الكيماوي لمرضى السرطان وفي جميع أنواع الأشعة المقطعية وفى أشعة الرنين المغناطيسي وعمليات الحقن الشرياني للكبد وحقن شرايين البروستاتا والأورام الليفية على الرحم. ويمثل اختفاء هذه الأشعة أزمة تهدد حياة عدد كبير من مرضى الأورام والكبد، وهي الأزمة التي تكررت أكثر من مرة في الفترة الأخيرة رغم أن وزارة الصحة نجحت في التغلب عليها من قبل. قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن هناك نقصا فعليا في صبغات الأشعات مما يعرض المرضى للمخاطر خاصة مرضى أورام الكبد. وأكد الدكتور أحمد عبد اللطيف، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة الأسبق، أن تلك الصبغات لا تصنع محليا ويتم استيرادها من الخارج، وفي ظل أزمة نقص السيولة وزيادة سعر الدولار أصبح الوضع حرجا والسوق في مأزق، مشيرا إلى أن بعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لا تواجه أزمة نقص الصبغات، ولكن الازمة موجودة في المستشفيات والمراكز الخاصة بصورة عامة بسبب عدم توافر العملة الأجنبية. وذكر مصدر بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه، أن هناك بالفعل نقصا في الكثير من صبغات الأشعات وأن بعض المرضى بالمستشفيات الحكومية يعانون بسبب ذلك النقص مما يدفعهم إلى اللجوء للسوق السوداء، موضحا أن صبغة اللبيدول سعرها حوالي 600 جنيه ارتفع الآن إلى أكثر من 1700 جنيه بسبب عدم توافرها في الأسواق، وأكد أن صبغات الأشعات باتت تباع في السوق السوداء دون رقابة. من جانبها، نفت وزارة الصحة وجود أزمة، وصرح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم الوزارة، أن ما يتردد عن نقص صبغات الأشعات عار تماما من الصحة وأن المخزون الحالي يكفي لسد احتياجات المرضى وأن هناك كميات أخرى تعاقدت الوزارة على استيرادها.