ذكرت صحيفة القبس، اليوم الاثنين، أن محافظ المصرف المركزي الكويتي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح استقال من منصبه الذي يشغله منذ أكثر من ربع قرن احتجاجا على الإفراط في الإنفاق و”الهدر” في الميزانية. وأكدت الصحيفة أن الشيخ سالم (61 عاما) استقال لأسباب تعود ”لاعتراضه على الاتجاهات والتطورات السلبية للسياسة المالية في الدولة وتداعياتها المستقبلية الخطرة على الاقتصاد الوطني”. وبحسب الصحيفة فإن المحافظ الذي كان قد قرر ربط الدينار بسلة عملات بدلا من الدولار حصرا في 2007 للحد من التضخم، ”حذر من التمادي في سياسة الإنفاق التي أصبحت غير قابلة للاستمرار على المديين المتوسط والطويل”. وحذر المحافظ مرارا الحكومة الكويتية من السياسات المالية التوسعية والتصاعد السريع في الانفاق الذي يرى أنه “لا يمكن استدامته خصوصا في حال انخفاض أسعار النفط الذي يؤمن للكويت السواد الأعظم من دخلها العام”. ورفعت الكويت حجم الإنفاق 3 أضعاف خلال السنوات الست الأخيرة من 23 مليار دولار إلى 70مليار دولار، وذلك بشكل أساسي من خلال رفع الأجور والهبات والدعم. ويأتي ذلك في خضم تسجيل الكويت فوائض تراكمية ضخمة على مدى 12 سنة متتالية. ويحذر الخبراء من أن الكويت التي تملك نحو 10% من الاحتياطات النفطية العالمية وتضخ حاليا حوالى 3 ملايين برميل من الخام يوميا، لن تتمكن من الاستمرار في زيادة الإنفاق إذا ما انخفضت أسعار النفط. وتؤمن الحكومة الكويتية لمواطنيها البالغ عددهم 1,17 مليون نسمة نظام رعاية كاملة من المهد إلى اللحد، إذ توفر لهم مجانا أو بشكل شبه مجاني كافة خدمات التعليم والصحة إضافة إلى دعم قوي للأسعار وفي ظل غياب للضرائب.