صورة جديدة للإهمال في محافظة الإسكندرية، تجسدت في تشويه ميدان محمد نجيب المقابل لشاطئ سيدي بشر التابع لحي منتزه أول؛ جراء نزع النجيلة وتعرية الكتل الخرسانية، بعدما كان حديقة ومتنفسا ترفيهيا لأهالي المنطقة وماحولها، نتيجة قرار المحافظ بتأجيره لأحد الأشخاص بغرض إقامة معرض تسويقي للسلع والمستلزمات المنزلية. وقال محمد رضوان، أحد أهالي ميدان محمد نجيب: "فوجئنا منذ قرابة الشهرين، بوضع معدات ونصب خيمة كبيرة لإقامة معرض للسلع الاستهلاكية والملابس والأجهزة الكهربائية بأحد أشهر ميادين الإسكندرية وأنظفها، وتم تشويه المكان الذي كان مليئا بالزرع الأخضر، وبالأمس تم حل خيمة المعرض، فوجدنا مشهدا قبيحا جدا من كتل خرسانية وحفر وقمامة ونزع للنجيلة وتغيير معالم الميدان الشهير". وأوضح ياسر سيف، أحد المترددين على "محمد نجيب": "الميدان كان حديقة مزروعة بالنجيلة، وتأتي إليه الأسر بأطفالها والمصطافين للاستمتاع بالجلوس واللعب، خاصة أنه مقابل لشاطئ سيدي بشر، وكان أهالي المنطقة البسطاء يجلسون عليها ليلا في فصل الصيف ويجلبون الأطعمة والمشروبات، ويحافظون على نظافته بشكل حضاري، لكن فوجئنا بإزالة الحديقة، وعندما بدأ القائمون على المعرض حمل أمتعتهم للرحيل، فرح الأطفال والكبار، ليعودا إلى الجلوس والاستمتاع بمكانهم المفضل البسيط الذين لا يدفعون فيه رسوم دخول، إلا أنه أصبح مشوها ولا يصلح للجلوس به مرة أخرى، متسائلا كيف يسمح المحافظ للمستأجر أن يترك الميدان بهذا القبح؟ ولماذا يحرم الفقراء من الاستمتاع بالحدائق المجانية؟ وقال محمد توفيق، منسق عام مركز مكافحة الفساد بالإسكندرية: "بالأمس، تم تفكيك خيمة المعرض المقام بميدان محمد نجيب على البحر، الذي أقيم خلال فترة عيد الفطر، وقبل إقامة المعرض كان مزروعا بالنجيلة التى كانت تسمح للأسر والأطفال والمصطافين بالاستمتاع بالجلوس واللعب، لكنه أصبح مشوها الآن"، متسائلا: هل أدرجت المحافظة أو الحي عند إبرام عقد الإيجار بندا يضمن إعادة الشيء لأصله عند التسليم؟ وهل وضع في الحسبان تكاليف إعادة زراعة هذه المساحة مرة أخرى؟ مؤكدا: سيظل الفساد الإداري واللامبالاة شعار الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية، مطالبا بسرعة إنقاذ الميدان قبل أن يتحول إلى مقلب قمامة كبير ويصعب السيطرة عليه.