في عهد الدولة الأيوبية، لجأ صلاح الدين إلى إقامة عدة مواسم دينية خلال شهري مارس وأبريل كل عام، منها موسم النبي صالح، الخاص بمدينة الرملة وقراها، وموسم النبي روبين بمدينة يافا، وموسم المنظار لبدو النقب وشرق غزة، وموسم دير الروم لمدينة غزة. واختار صلاح الدين شهري مارس وأبريل من كل عام، وقت قدوم الفرنجة المسيحيين إلى فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، وأراد صلاح الدين أن تكون البلاد في حالة استنفار كامل، حتى إذا ما قرر الصليبيون مهاجمة بيت المقدس، وجدوا الناس على أهبة الاستعداد لمواجهتهم، وتنطلق الفعاليات بحلقات من الذكر والصلوات والأناشيد والأغنية الدينية والشعبية، وفعاليات ثقافية تراثية، وعروض المنتجات والأزياء التي تخص كل مدينة فلسطينية. وموسم النبي صالح كان يقام يوم جمعة العليمات أو الجمعة العظيمة التي يقدسها المسيحيون ويحتفلون بها، والفعاليات تبدأ في يوم "خميس الأموات" أو "خميس البيض" الذي يسبق عيد الفصح، ويسمى الأسبوع الذي يلي "سبت النور" من كل عام باسم "أسبوع النبي صالح". واختلفت الأقاويل حول مكان مقام النبي صالح؛ فقيل إنه في قرية النبي صالح بفلسطين؛ وقيل أيضا إنه في مدينة الرملة، إضافة إلى مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية وغيرها، ويوجد مقام باسم "مقام النبي صالح" في قرية النبي صالح في رام الله، حيث أخذت القرية اسمها منه، خاصة أن كثيرين يظنون أنه توفي في هذه القرية؛ لوجود قبر في داخل المقام. وفي الوقت نفسه، تشهد مدينة الرملة أيضا الاحتفال بهذا الموسم، ويأتي الناس من جميع أنحاء فلسطين إلى المقام الموجود في الرملة، الذي يعتقد أنه قبر النبي صالح، وقبل شروق الشمس يشدون الرحال، مشيا على الأقدام أو ركوبا على الحمير والجمال، أو في عربات الخيول، وتعقد حلقات التعارف والأكل الجماعي، ويأتي أصحاب الطرق الصوفية حاملين الرايات والأعلام. وتعقد الأسواق حول المقام وتبدأ الاحتفالات، حيث يشاهد الناس إبداعات بعض الشيوخ الخارقة وهم يضربون أجسادهم بالسيوف، ويشتري الأطفال الطبلات والألعاب والمزامير وقلائد الخرز وحلاوة القدوم وأكواب والخروب والسوس وغيرها. ومنذ عهد الأيوبيين، يقام الاحتفال بموسم النبي صالح مناصفة بين مدينتي رام الله والرملة، لكنه قل رويدا رويدا مع احتلال الصهاينة لفلسطين حتى أعيد إحياؤه عام 1996 بعد قدوم السلطة الفلسطينية، لكنه توقف عام 2000 بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلا أن أهالي قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة، بدأوا قبل عامين إعادة إحياء موسم النبي صالح التاريخي من جديد.