شهدت الأشهر الأخيرة الماضية تقاربا بين حركة حماس في قطاع غزة، والقيادي المفصول من حركة فتح "محمد دحلان"، حيث بدأ هذا التقارب بعد اجتماع الطرفين في القاهرة، والاتفاق على العمل معا من أجل المصالحة المجتمعية بقطاع غزة، ودعم قطاع الكهرباء والإسهام بفتح معبر رفح للتخفيف عن المواطنين في قطاع غزة، وانتهت بمشاركة دحلان في جلسة طارئة عقدها المجلس التشريعي بغزة، من خلال كلمة ألقاها عبر الأقمار الصناعية، وهو ما وصفه مراقبون بأن الجلسة التي كانت من أجل أحداث الأقصى، كانت غاية لإرسال رسائل مُبَطنة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن دحلان وحماس يسيران في طريق يؤدي إلى عزله. ما يمكن استنتاجه من مشاركة محمد دحلان في جلسة التشريعي الطارئة أنها رسالة واضحة لكل ما بدا في الساحة الفلسطينية عن المصالحة بينه وبين حركة حماس، فهذه الجلسة التي ابتدأت واختتمت بدحلان، تقول بصريح العبارة، إن الطرفين دخلا في مرحلة التحالف، بعدما كانت حماس ترى في دحلان سببا للأحداث المؤسفة التي وقعت بقطاع غزة عام 2006، والتي نتج عنها ارتقاء مئات الفلسطينيين في اقتتال داخلي بين فتح وحماس، مسببا الانقسام الذي ما زال الشعب الفلسطيني يعاني منه، وكذلك فالمشاركة تقول إنه على الرئيس عباس، أن يعيد تنظيم الإطار القيادي لمنظمة التحرير، وأن يذهب مجبرا إلى القاهرة من أجل تفاهمات جديدة، بعد الوضع الراهن، وفي حال رفضه، بحسب مراقبون، فإن المجلس التشريعي سيقوم بعزله، والتي تعد واقعة لم تسبق أن حدثت في تاريخ القيادة الفلسطينية، رغم تأكيد حقوقيين بأنها لن تحدث، لأن جميع الأطراف فقدوا شرعيتهم منذ سنوات طويلة. قانونيا، بحسب خبراء في القانون الفلسطيني، لا يمكن لأي طرف فلسطيني أن يقصي الآخر، حيث انتهت المدة القانونية للمجلس التشريعي والرئاسة، لكن ما يجري على الساحة الآن، بات واضحا أن حركة حماس ترى في دحلان مُخلَّصها من أزمتها الإقليمية والدولية، خاصة أن الرجل يتمتع بعلاقات دولية هائلة، لكنه من مؤيدي تجميد سلاح المقاومة في قطاع غزة، علما أن شراكته مع حركة حماس في غزة، تعني فصل كامل للقطاع عن الضفة. ورغم استهجان الفلسطينين للاتفاق بين دحلان وحماس، نظرا لأن حركة حماس لم تكشف عن ماهية هذا الاتفاق، بالرغم من أنه بات واضحا التقارب بينهما، يرى محللون أن حماس بهذا الاتفاق، قد أخلت بمبادئها، ووصفوا الأمر بالكارثة الوطنية، فيما يرى قسم آخر أنها طوت صفحة من الانقسام مع حركة فتح، لكن الحقيقة، أنها لم تتصالح مع حركة فتح، بل مع تيار محمد دحلان، المعادي للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية. وكان محمد دحلان قاد جهاز الأمن الوقائي في غزة، وعمل بتنسيق أمني مع إسرائيل، وفي عام 1996، قاد حملة واسعة لتصفية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من خلال ملاحقة حركة حماس والجهاد الإسلامي.