محاولات حثيثة لكسر فرحة الفلسطينيين ونشوتهم بانتصارهم في الأقصى ورضوخ الاحتلال للصمود الفلسطيني، ففي الوقت الذي خرج فيه بعض القادة العرب لتهنئة أنفسهم وتثمين محاولاتهم الهزيلة للسيطرة على الأوضاع في الأقصى والتمسح في الإنتصار المقدسي، تحدى الاحتلال العالم وخرج ليعلن إجراءات مشددة جديدة ويشتبك مع المعتكفين داخل المسجد الأقصى ويفرض قيود جديدة على ألاف المصلين. دخل أفواج من المقدسيين إلى باحات المسجد الأقصى، أمس الخميس، بعد أن فتح الاحتلال أبوابه المغلقة، ورفع البوابات الإلكترونية، وأزال الكاميرات، ومع انطلاق التكبيرات وترديد هتافات الانتصار، بادر الاحتلال بكسر فرحة الفلسطينيين، حيث اقتحمت قوات إسرائيلية باحات المسجد عقب صلاة العصر، واعتدت على المصلين فيه، كما اعتقلت عددًا من الشباب يصل إلى 100 شخص هناك، وكشف الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة أكثر من 113 شخصًا جراء اعتداء الشرطة على المصلين، وتنوعت الإصابات ما بين اعتداء بالضرب أدت إلى كسور، وإصابات بالرصاص المطاطي، وإصابات بغاز الفلفل، وإصابات جراء قنابل الصوت. وذكر شهود عيان من داخل الأقصى أن الجنود قاموا بتحطيم باب الجنائز في المصلى القبلي، ودخلوا منه، وتم قطع الكهرباء عن المصلى الذي يتواجد به المعتكفون، كما هاجمت قوات الاحتلال المصلين في منطقة باب الأسباط بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية عقب انتهاء الصلاة، بعد أن منعتهم من الدخول إلى الأقصى لأداء صلاة المغرب فيه، ما اضطر الشبان لأداء الصلاة بالقرب من باب الأسباط. الاشتباكات الفلسطينية مع القوات الصهيونية أثارت حالة من القلق والترقب في باحات المسجد الأقصى وخارج بواباته، اليوم الجمعة، خاصة بعد فرض الاحتلال بعض الإجراءات الأمنية المشددة عقب الاشتباكات أمس، منها منع من هم دون الخمسين من دخول ساحات الحرم القدسي، الأمر الذي رفضه العديد من الفلسطينيين، ووصفوه بتضييق جديد لحرية العبادة، واحتشد عشرات الآلاف من المصلين حول البوابات، وسط استنفار من جانب الهلال الأحمر الفلسطيني الذي دفع بأكثر من 200 عربة إسعاف إلى المنطقة، في الوقت الذي تواجد فيه أكثر من 3000 شرطي صهيوني حول المسجد في حالة من الاستنفار الأمني . من جانبه قال خطيب المسجد الأقصى، يوسف جمعة: إن المرجعيات الشرعية دعت جميع المساجد في ضواحي القدس لإغلاق أبوابها والزحف تجاه الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وأضاف "منذ الصباح الباكر قامت السلطات الإسرائيلية بعمل الحواجز على أبواب مدينة القدس؛ لمنع وصول الحافلات، سواء من الداخل الفلسطيني أو من ضواحي مدينة القدس؛ لتقليل أعداد الحاضرين"، وتابع خطيب المسجد الأقصى: قوات الاحتلال قامت بعمل حواجز أخرى عند بوابات المسجد الأقصى؛ لمنع من هم أقل من 50 عامًا من دخول المسجد، وأشار جمعة إلى أن المرجعيات الدينية حددت في بيانها الذي أطلقته أمس عقب الاشتباكات رفض تحديد سن الدخول للمسجد لأداء الصلاة، وأن من حق كل إنسان أن يؤدي فريضته كما يشاء. وسط حالة من الترقب والقلق والاستنفار الأمني الصهيوني وتهديدات الفلسطينيين بانطلاق "جمعة غضب ثانية"، عاد التوتر ليخيم على القدس مجددًا، حيث اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في محيط المسجد الأقصى وعند المدخل الشمالى لمدينة بيت لحم بعد صلاة الجمعة، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على جموع المصلين، فى الوقت الذى منعت فيه جميع الفلسطينيين دون استثناء من عبور حاجز قلنديا جنوبي رام الله باتجاه القدس للصلاة فى المسجد الأقصى، ونصبت حواجز ومتاريس حديدية فى باب الساهرة وباب العمود، بمدينة القدسالمحتلة، وقد أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة فى شوارع مدينة القدس بعد منعهم دخول الأقصى، في الوقت الذي نشرت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من عناصرها في شوارع مدينة القدس، ودارت اشتباكات عنيفة في مناطق باب الأسباط، وحي وادي الجوز، بالقدسالمحتلة. في ذات الإطار أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى عن إصابة 4 شبان خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالضرب المبرح في محيط مدينة القدسالمحتلة، فضلًا عن وقوع العديد من الإصابات بالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة للفلسطينيين عند مدخل بيت أمر بالخليل، فيما أضاف الهلال الأحمر أن شخصًا أصيب بالرصاص الحي خلال المواجهات.