عثرت البعثة الأثرية اليونانية برئاسة الأثرية بيبى بابا كوستا، مدير معهد البحوث الهليني لحضارة الإسكندرية باليونان، أثناء أعمال الحفر والتنقيب بحديقة الشلالات بمدينة الإسكندرية، على مقبرة وتمثال للإسكندر الأكبر من الرخام الأبيض محتفظًا برأسه، كما اكتشفت أيضًا جزءًا من ذراع التمثال تمت إضافته لتمثال الإسكندر الأكبر المعروض حاليًا بجناح خاص بالمتحف القومي بعد موافقة المجلس الأعلى للآثار ووزارة الشباب والرياضة، بعد أن طالت يد الإهمال الحديقة لسنوات عديدة، لتنتظر حديقة الشلالات الأثرية بالإسكندرية، التي تقع بالحي اللاتيني، أرقى أحياء الإسكندرية، إعلان اكتشافات أثرية جديدة بها لتضعها على رأس المدن السياحية العالمية. تم إهمال حديقة الشلالات الأثرية بالإسكندرية، على مدى فترة طويلة، رغم كونها أهم الحدائق المفتوحة بالإسكندرية، حيث كان يوجد فرد أمن واحد يترك الحدائق الساعة الثانية بعد الظهر، فضلًا عن إلقاء مخلفات الردم بها، وجفاف البحيرات الصناعية لتصبح وكرًا لمدمني المخدرات ليلًا، حتى حضور البعثة اليونانية، التابعة لمعهد البحوث اليوناني لحضارة الإسكندرية، المعهد الهيليني لحضارة الإسكندرية، لاستكمال أعمال التنقيب للكشف عن أساسات لمبانٍ بطلمية ضخمة تابعة للحي الملكي عمرها ألفي سنة، في عهد اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية الأسبق، وعاد الأمل مرة أخرى في التنقيب لاكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر. والتنقيب عن مقبرة الإسكندر الأكبر تم بعد رفض مسؤولي الحدائق هدم المكتبة ومركز الشباب وحجرة الموظفين لاستكمال التنقيب تحتها، إلى أن أمر الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية الحالي، منذ عدة أيام، بتطوير الحديقة والاهتمام بأعمال الري والنظافة، ومساعدة بعثة المعهد الهيلينسي لدراسة حضارة الإسكندرية، والتي تقوم بأعمال التنقيب بمنطقة حدائق الشلالات البحرية؛ في حل أي معوقات تواجه البعثة اليونانية. وكلف سلطان مسؤولي الحدائق ورئيس حي وسط بعمل مقايسات للبدء الفوري في الاستفادة من المساحات الموجودة بحدائق الشلالات وتطويرها الشامل، من رفع كفاءة الأرضية بها وتركيب بلاطات انترلوك وكراسي خراسانية، وتطوير الأسوار المحيطة بها، وعمل صيانة شاملة للمسطحات الخضراء والمتنزهات وأعمدة الإضاءة بالحدائق، وهدم الأجزاء التي تعطل عمل البعثة، على أن يجد بديلًا لإنشاء مركز شباب الشلالات به. الحديق مقامة على مساحة أربعين فدانًا، وأنشات منذ أكثر من مائة عام على يد المهندس الأمريكي فريدريك لو اولمستد، المعروف بأسلوب تحويل المواقع المستوية إلى حافلة بالتضاريس الطبيعية من بحيرات وهضاب وقنوات مياه، وتضم مجموعة من الأشجار النادرة، وتضم قطعًا أثرية قيّمة؛ منها سور الإسكندرية القديم وصهريج مائية من العصر البطلمي، وتم تقسيم الحديقة إلى خمس مناطق، تأخذ كل منطقة اسم علم من أعلام الفن والثقافة السكندرية؛ وهم سيد درويش، بيرم التونسي، يوسف عز الدين عيسى، أحمد عثمان، وسيف وانلي، وإنشاء مكتبة ثقافية عامة ومركز شباب.