أثار إلغاء وزارة التربية والتعليم ثورتي 25 يناير و30 يونيو من مناهج وزارة التربية والتعليم حالة من الجدل والتساؤل بين التربويين لعدم وضوح الهدف من تلك الخطوة، الأمر الذي رآه الخبراء بلا مبرر سوى العودة للوضع السياسي السابق، وأن النظام يرى في ذلك مصلحته. وحسب المنهج الجديد فإن كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي لن يحتوي على موضوعات تخص ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث تقرر حذف الوحدة الخاصة بالثورتين من الكتاب بعد توصية من اللجنة المختصة بتطوير المنهج، وبررت الوزارة حذف الثورتين بأن وجود موضوعات ودروس في المنهج مرتبطة بثورة 30 يونيو ومقدماتها وأسبابها ونتائجها تتسبب في المزيد من المشكلات، سواء في المدارس أو عند وضع الامتحانات، وأن التاريخ من المفترض أن يُكتب بعد مرور أحداثه بفترة زمينة تصل إلى 15 عامًا على الأقل. وعلقت الوزارة على حالة التضارب التي وقعت بها من وضع الثورتين بالمناهج ثم الإعلان عن حذفهما مرة أخرى، وما ترتب على ذلك من تشتيت للطلاب، بأنها عندما وضعت أحداث الثورتين في المناهج كان من قبيل سرد الأحداث وليس كتابة التاريخ. وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي: إلغاء ثورتي 25 يناير و30 يونيو من مناهج وزارة التعليم يدفعنا للتساؤل عن كيفية اتساق المنهج الجديد مع اعتبار الدستور أن الثورتين هما الأساس الذى ينطلق منه؟ وكيف يتسق هذا الإلغاء مع ما يعلنه ويشيعه النظام الحالي بأن الثورتين هما أساس مشروعيته؟ ومن أين يأت الأستاد مستشار مادة التاريخ في الوزارة بيقين أن مرور 200 سنة مناسبة للاتفاق حول الأحداث التاريخية، خاصة أن المناهج قد صدعت رؤوسنا بصاحب ثورة التصحيح وصاحب الضربة الجوية وعلى حياتهما. وأضاف: من قال إن 20 سنة تكفي للاتفاق على الحدث التاريخي والناس حتى اليوم تحتلف على دخول العثمانيين مصر فتح هو أم غزو، وتحتلف على محمد علي والخديو إسماعيل وعبد الناصر؟! هذا جزء من التاريخ وصناعة الوعي التاريخي، وماذا يفعل المدرس المسكين حينما يسأله الطلاب عن أحداث شاهدوها بأعينهم وشارك فيها آباؤهم ومعلموهم؟ لماذا لا تعهدوا إلى بعض المؤرخين الثقاة المشهود لهم بكتابة فصل عن الثورتين، يضم ما يتفق عليه وينصف الشعب والثورة؟ لو وقف منهج التاريخ عند مبارك فسيقول الطالب: كيف وصلنا إلى السيسي، وهل السبب في كل هدا أنكم تريدون التعمية على جرائم مبارك وخلعه عبر أجمل ثورة شعبية في التاريخ؟ فيما قال الدكتور محمد فوزي، الخبير التربوي: إلغاء التورتين من كتب التاريخ للطلاب ليس له مبرر منطقي سوى أن النظام أراد ذلك لأهداف سياسية ربما تخدم مصالحه، مشيرًا إلى أن الأحداث يجب أن يتم تسطيرها بالكتب التعليمية حتى لا يتم تغييرها بعد فترة زمنية من قِبَل الأنظمة ولصالحها كما حدث من قبل.