فوز بطعم الهزيمة حققه حزب المحافظين في الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعت إليها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في إبريل الماضي، حيث تشير النتائج النهائية لفرز الأصوات إلى أن حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء حصل على 318 مقعدًا، لكنه فقد الأغلبية البرلمانية، الأمر الذي يشير إلى أن النتائج الانتخابية جاءت بما لا تشتهي سفن المحافظين، وهو ما يؤكد أن البرلمان القادم سيكون متأرجحًا، لا يتمتع أي حزب فيه بأغلبية ساحقة، ما يثير تساؤلات حول شكل الحكومة المرتقبة. وحصل حزب العمال على 261 مقعدًا، وهذه النتيجة لن تمنح أي حزب الأغلبية في البرلمان البالغ عدد مقاعده 650 مقعدًا. نتيجة الانتخابات شكلت صفعة لرئيسة الوزراء البريطانية، التي كانت قد دعت إلى انتخابات مبكرة قبل ثلاثة أعوام من موعدها المحدد، بحجة الحصول على دعم شعبي قبل الخوض في مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، حيث قالت ماي إن بريطانيا تحتاج لفترة من الاستقرار، وإنها ستتحمل المسؤولية عن توفيره إذا فازت بأكبر عدد من المقاعد، وأضافت بعد أن فازت بمقعدها في البرلمان: في هذا الوقت، أكثر ما يحتاجه هذا البلد هو فترة من الاستقرار. في المقابل تمكن حزب العمال البريطاني من تحسين مواقعه في الانتخابات، حيث حصل الحزب المعارض بقيادة السياسي الاشتراكي، جيريمي كوربين، على 261 مقعدًا، الأمر الذي يجعل مستقبله السياسي أفضل مما سبق، حيث كان له 229 مقعدًا فقط في البرلمان السابق، لكنه يبقى بعيدًا عن تحقيق الأغلبية البرلمانية. في ذات الإطار قال زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، إن الوقت قد حان لتستقيل رئيسة الوزراء، بعد أن أشارت نتائج الانتخابات إلى أنها خسرت أصوات ودعم وثقة الناخبين، وأضاف: جرت الدعوة لهذه الانتخابات حتى تحصل رئيسة الوزراء على أغلبية كبيرة لتؤكد سلطتها، إذا كانت هناك رسالة من نتائج الانتخابات فهي التالي: رئيسة الوزراء دعت لهذه الانتخابات لأنها أرادت تفويضًا، والتفويض الذي حصلت عليه هو خسارة مقاعد المحافظين وخسارة أصوات وفقد الدعم والثقة، وتابع زعيم حزب العمال: أتصور أن هذا يكفي لترحل وتفسح الطريق لحكومة تمثل كل شعب هذا البلد بحق. هذه النتيجة المفصلية الحاسمة في تاريخ البلاد سوف تلقي بالغموض المفاجئ على الحياة السياسية البريطانية، خاصة بعد صعود شعبية زعيم حزب العمال وخسارة حزب المحافظين للأغلبية، الأمر الذي ستفتح باب التحالفات بين الأحزاب، فقد تلجأ ماي لتشكيل حكومة أقلية عادة ما تكون هشة، حيث لا يمكنها تمرير تشريعات أو قوانين جديدة بدون تصويت الأحزاب الأخرى، أو تلجأ إلى تشكيل ائتلاف مع حزب واحد أو عدد من الأحزاب الأخرى، كما حدث إبان انتخابات 2010، حيث شكل المحافظون ائتلافًا مع الديمقراطيين الأحرار. كل هذه التطورات دفعت بعض المراقبين إلى الترجيح بأن لندن قد تطلب تأجيل المفاوضات حول انسحابها من الاتحاد الأوروبي، المقررة بعد 10 أيام، لترتيب أوراقها السياسية الداخلية أولًا قبل خوض تجربة الخروج من الاتحاد الأوروبي، منعًا لانهيار الدولة، وهو ما أكده مفوض الميزانية في الاتحاد الأوروبي، غينتر أيتنجر، الجمعة، حيث قال إنه غير متأكد من أن المفاوضات مع لندن حول "بريكست" ستبدأ في الوقت المحدد، في ظل غياب فائز واضح في الانتخابات البرلمانية البريطانية.