تنبعث في قارة إفريقيا كمية كبيرة من الغازات الضارة، وهي معرضة بشكل خاص للاحترار العالمي وآثاره رغم أن القارة تمثل أصغر حصة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 3.8٪، في مقابل 23٪ في الصين و19٪ في الولاياتالمتحدة و13٪ في الاتحاد الأوروبي. قال موقع كوارتز أفريكا، إن تغير المناخ في إفريقيا يتضح في ارتفاع منسوب مياه البحر، وارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار مما يؤدي إلى الفيضانات أو الجفاف الشديد، فمنذ عام 1970 شهدت إفريقيا أكثر من 2000 من الكوارث الطبيعية، كما تضم إفريقيا 7 بلدان من أصل 10 بلدان تعتبر أكثر البلدان تضررا من جراء تغير المناخ على الصعيد العالمي، وفقا لمبادرة النمو في إفريقيا في مؤسسة بروكينغز، كما أن للظواهر الجوية المتطرفة آثارا على المدن الإفريقية – التي تنمو بسرعة – وتهدد سبل كسب العيش لملايين الناس في جميع أنحاء القارة. وأشار الموقع للبلدان الأكثر تضررا من المناخ وتأتي على رأسها أبيدجان، وكوت ديفوار، حيث يشكل الاحترار العالمي مشكلة حرجة تواجه العاصمة التجارية الإيفوارية، أبيدجان وبفضل موقعها على ساحل المحيط الأطلسي، حذر الخبراء منذ فترة طويلة من أن المدينة قد تغمرها الفيضانات على مدى عدة عقود من الآن وأبلغت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضا عن ارتفاع معدلات التآكل في المناطق الواقعة خارج ميناء أبيدجان كما أدى فقدان غابات المنغروف إلى زيادة تعرض المناطق الساحلية لأضرار من العواصف الساحلية. وباعتبارها أكبر مزارع للكاكاو في العالم، فإن الأمطار الغزيرة تهدد موسم تسويق المحاصيل المتوسطة في نهاية واحدة، في حين أن المزارعين في أجزاء أخرى من البلاد يبلغون عن سقوط أمطار غزيرة ونوبات مشمسة. وتأتي في المركز الثاني كيب تاون ودوربان، جنوب إفريقيا، وتعد المدينتان الساحليتان الكبيرتان فى جنوب إفريقيا من بين أهم الوجهات السياحية فى إفريقيا اللتين تجذبان ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات سطح البحر، وحركة الرمال على طول الساحل، وزيادة التحضر، والخسارة الكبيرة في الغابات والانقراض الكبير للتنوع البيولوجي الهام، تؤكد على تحديات تغير المناخالتي تواجههما. فى أوائل شهر مارس، أعلنت كيب تاون منطقة كارثة بعد أن أشار المسؤولون إلى أن المدينة تعاني الجفاف الشديد كما ازداد خطر نشوب حرائق كارثية، مع اندلاع المزيد من حرائق الغابات في مقاطعة كيب الغربية ويؤثر تغير المناخ أيضا على الإنتاج الزراعي ويسهم في انعدام الأمن الغذائي وتدهور البيئة والبطالة. وتابع الموقع: تأتي لاغوس نيجيريا، في المركز الثالث، وبالنظر إلى موقعها المنخفض بجوار المحيط الأطلسي، فإن المدينة هي الأكثر اكتظاظا بالسكان في إفريقيا والمعرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، وتتكون لاغوس من البر الرئيسى وسلسلة من الجزر التى يقدر عدد سكانها بحوالى 21 مليون نسمة، وبعضهم يعيش فى الأحياء الفقيرة فى المياه بدون وجود شبكات صرف أو مياه مناسبةومع هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحر، فإن سكان الأحياء الفقيرة والعديد من أحياء الدخل المتوسط معرضون للفيضانات. ويجري بناء سور مماثل لسور الصين العظيم في لاجوس، يبلغ طوله 8 كم، لحماية شبه الجزيرة وسكانها من البحر span title="Researchers have however noted that the wall could prove problematic for other waterfront dwellers, and are calling its exclusivity to certain elites as "climate apartheid." "غير أن الباحثين أشاروا إلى أن الجدار يمكن أن يثير مشاكل بالنسبة للسكان المقابلين للواجهة البحرية، ويدعون أن الدولة قامت بإنشائه من أجل النخب والأغنياء وفصلهم عن الشعب فيكون بمثابة "الفصل العنصري المناخي". أضاف الموقع أن تنزانيا أكثر الدول تضررا من الفيضانات فى شرق إفريقيا وفقا لما ذكر البنك الدولى، وتنمو أكبر مدينة بها وهي دار السلام بسرعة كبيرة وهي لا تستطيع المحافظة على البيئة الطبيعية للمدينة في نفس الوقت كما أن الطبيعة الساحلية للمدينة تجعلها عرضة للفيضانات، التي من المتوقع أن تأتي مع زيادة هطول الأمطار والعواصف، كما أن الأحياء الفقيرة الواقعة على طول السهول الفيضية في نهر مسيمبازي معرضة أيضا للفيضانات، حيث يتوقع أن تبلغ الخسائر الهيكلية السنوية 47.3 مليون دولار. وذكر الموقع أن الشهر الماضي شهد تعرض البلاد لأمطار غزيرة تسببت في تدمير البنية الأساسية الحيوية، وفي مساحات واسعة من مزارع الأرز، وأدت إلى إغلاق المدارس وسجلت دار السلام 54 مليمتر من الأمطار في اليوم، أي ما يقرب من ثلث متوسط هطول الأمطار الشهري في شهر مايو بنسبة 188 ملم. أوضح الموقع أن المدن الساحلية في شمال إفريقيا أيضا من المناطق المتضررة وقد وجد الباحثون أن تغير المناخ يمكن أن يجعل أجزاء من شمال إفريقيا غير صالحة للسكن في المستقبل وأن المدن الساحلية الكبرى في شمال إفريقيا مثل الإسكندرية والدار البيضاء وطرابلس وتونس كلها معرضة لآثار تغير المناخ على المدى الطويل.