لن يضغط السعوديون على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإنهاء الاحتلال، ففي نهاية القمة الأمريكية الإسلامية، لم يذكر اسم فلسطين. بالنسبة للسعوديين والدول النفطية أيضا، يعد الاحتلال كنزا خفيا، وكل مرة يحتج فيها العرب على أنظمتهم الفاسدة، سيتم تذكيرهم بأن القدس لا تزال تحت الاحتلال الصهيوني، وأن الواجب الأول لكل عربي، تحرير القدس بدلا من التمرد الداخلي. في بداية عام 1948، جند النظام العراقي الذي كان تابعا لبريطانيا، الشباب العراقيين للقتال في فلسطين، كما لو كان الأمر هدية من السماء، فهذه هي الطريقة التي يمكن أن يتم من خلالها تحويل غضب الشعب تجاه الصهاينة بدلا من النظام. مع اندلاع الربيع العربي قبل ست سنوات، استخدمت الأنظمة العربية القضية الفلسطينية لتجنب التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تجاه شعبهم، وبعد الربيع العربي، اختفت الشعارات الخاصة بالحقوق الفلسطينية من خطابات هذه الأنظمة. ترى معظم الأنظمة العربية أن إساءة الإسرائيليين للفلسطينيين أمرا جيدا، وهذه الإساءة تحظى باهتمام دولي، خاصة أن إسرائيل تقدم نفسها كدولة مستنيرة، والانتهاكات تلقي بظلالها على الشعوب الأخرى، حيث لا أحد يهتم بالقتل والتدمير الذي تمارسه السعودية في اليمن. يمكن القول إن الاحتلال مؤامرة عربية على غرار "بروتوكولات حكماء صهيون"، والعرب من رسموا حدود إسرائيل وضاعفوا حجمها في حرب يونيو 1967، ومن وقتها تعاني الدولة اليهودية من حالة اختناق، فإذا تنازلت عن الأراضي لن يكون هناك إمبراطورية، وإذا تمسكت بها سيكون هناك دولة يهودية خالصة. إذا كان الاحتلال الإسرائيلي مشكلة حقيقة بالنسبة للسعوديين، كان انتهى منذ فترة طويلة؛ فقط يمكنها سحب بضع مئات من مليارات الدولارات الموجودة في المصارف الأمريكية، أو قطع النفط عن الموانئ الأوروبية والأمريكية، وحينها سيكون الاحتلال في تعداد الماضي، وجزءا من التاريخ. واليوم، يحصد الإسرائيليون ثمار زيارة ترامب، التي عملت على تقوية التحالف مع الخليج، الأمر الذي تحمس له زعيم المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هيرزوغ، بجانب صعود شعبية نتنياهو، كما أن صناعة السلاح الإسرائيلية ستحصل على اهتمام أقل بسبب صفقة الأسلحة الأمريكية مع السعوديين. المقال من المصدر: