سادت حالة من الغضب والاستياء الشديد بين الآلاف من المزارعين بمختلف قرى ومراكز محافظة سوهاج؛ بسبب نقص مياه الري بالترع والمصارف مع بداية موسم الزراعة الصيفي، مع زيادة الطلب على المياه بعد الانتهاء من جمع المحصول الشتوي وحاجة الأرض لتبريد "تروية"، خاصة بعد محصول القمح، في غياب تام من كافة المسؤولين بمديريتي الزراعة والري، رغم استغاثات العديد من المزارعين. وحاول المزارعون الانتهاء من زراعة المحصول الصيفي "الذرة الشامية والذرة الرفيعة" قبل حلول شهر رمضان المبارك، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واحتياج الفلاحين والمزارعين لراحة تزامنًا مع الصوم، لكن عدم توافر المياه أفسد مخططهم، وجعلهم يزرعون ويتواجدون في الحقول رغم حرارة الجو الشديدة. واضطر بعض المزارعين إلي إنزال ماسورة مياه والاعتماد على المياه الجوفية، وهو ما كلفهم أعباء مالية إضافية تصل إلى حوالي 30 ألف جنيه، ثمن "القايسون وموتور المياه"؛ خوفًا من هلاك محصولهم الصيفي الذي يحتاج بصفة مستمرة للمياه. وعن معاناة المزارعين يقول محمود أحمد، مزارع من مركز جهينة، إنه لم يقم حتى الآن بتجهيز أرضه الزراعية استعدادًا للمحصول الصيفي، رغم إخلاء أرضه من محصول القمح منذ حوالي شهر، في الوقت الذي قام فيه جيرانه بزراعة المحصول؛ نظرًا لاعتمادهم علي المياه الارتوازية وليست مياه الترعة. ويقول حمدان السيد، مزارع من مركز طهطا، إنه اضطر لشراء موتور مياه ودق ماسورة بواسطة القايسون، وذلك خوفًا علي محصوله الصيفي من التلف والهلاك، وهو ما كلفه أكثر من 30 ألف جنيه، مضيفًا أن مياه الترعة تسببت العام الماضي في قلة إنتاجية الفدان لديه من محصول الذرة الشامية عن جيرانه الذين لا يعتمدون على مياه الترع في ري حقولهم. علي السيد، مهندس سابق بمديرية الزراعة بسوهاج، قال إن تأخر زراعة المحصول الصيفي خاصة الذرة الشامية يقلل بنسبة كبيرة من إنتاجية الفدان، وإن تأخر تجهيز الأرض الزراعية المخصصة لزراعة محصول الذرة الرفيعة الذي ينتج عنه تأخر زراعة المحصول عن الوقت المحدد وهو في بداية شهر يونيو يتسبب في تفريع عود الذرة الرفيعة، ويسبب خسارة فادحة للفلاح، تجعل إنتاج فدان المحصول الصيفي لا يغطي تكاليفه من مياه الري وأجرة العمالة والمبيدات والسماد، خاصة إن كان يتم شراء كل هذا من السوق السوداء. مصدر بمديرية الري رفض ذكر اسمه قال ل "البديل" إن سياسة المديرية في مثل هذه الأوقات التي يحتاج فيها المزارعون لمياه لري حقولهم في توقيت واحد، وخاصة أوقات زراعة الموسم، هي فتح المياه في الترع الفرعية بالتناوب، وليس في توقيت واحد؛ حتى تتمكن المياه من الوصول إلى آخر الترعة، فيتمكن المزارعون الذين تقع حقولهم في نهاية الترعة من ري أرضهم الزراعية، مضيفًا أن هناك هاجسًا لدى بعض المزارعين بأن المياه قليلة في الترعة، ويجب زراعة المحصول الصيفي مع جيرانه؛ حتى لا يتأخر أثناء جمع المحصول في نهاية العام، مطالبًا المزارعين أن يطمئنوا، ولا يتكالبوا على ري حقولهم في وقت واحد. من جانبها قالت الدكتور أمل إسماعيل، وكيل وزارة الزراعة بسوهاج، إنه يوجد تنسيق بين مديرية الزراعة ومديرية الري لعدم حرمان منطقة أو ترعة من مياه الري أو إشباع منطقة على حساب غيرها، مضيفة في تصريحات خاصة ل "البديل": أي مزارع لديه شكوى من مياه الري أو غيرها يأتي لمكتبي لحل مشكلته، أو يتقدم بشكوى ونحن نقوم بفحص كافة شكاوى المزارعين.