يزور بابا الفاتيكان، فرنسيس الثاني، القاهرة يومي الجمعة والسبت المقبلين، ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعددا من القيادات السياسية، ومقرر أن يشارك في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، تحت رعاية شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، وسيلقي كلمة في ختام المؤتمر، عقب زيارته للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف. وتعد الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان بعد قطيعة دامت 5 سنوات بين الأزهر والفاتيكان؛ بسبب تصريحات البابا السابق، بنديكت السادس عشر، التي اعتبرها الأزهر إهانة للإسلام وتحرض على الكراهية عقب حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وطالب فيها بحماية أقباط مصر، وأعلن شيخ الأزهر تجميد التواصل مع الفاتيكان، كما تعتبر الزيارة الثانية لأحد باباوات الفاتيكان للأزهر، سبقها زيارة البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني في 24 فبراير 2000، منذ بداية العلاقات بين مصر والفاتيكان عام 1947. وبعد قطيعة دامت قرابة خمس سنوات نتيجة توتر في العلاقات لمدة 4 سنوات، اجتمع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، مع البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، يوم 23 مايو 2016 في المقر البابوي بالفاتيكان، وسط ترحيب عالمي واسع بالزيارة التاريخية. الزيارة لاقت ترحيبا سياسيا وكنسيا، خاصة أنها تأتي وسط تحديات كبيرة تواجه الدولة، لعل أبرزها استهداف الأقباط من جانب الجماعات الإرهابية، وتعرض بعضهم لعمليات نزوح قسري نزوح من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إلى الإسماعيلية، حيث قال النائب أشرف عثمان، إن زيارة بابا الفاتيكان ذات دلالة خاصة، تؤكد أن مصر مستقرة، ومزاعم الإرهاب والتفجيرات فيها لا تزيد على أماكن محددة بعينها كما يجرى في العالم كله. وأضاف عثمان أن وصول وفد أمني من الفاتيكان للترتيب لزيارة البابا في موعدها، يؤكد ثقة العالم في النظام المصري وقدرته على دحر الإرهاب، علاوة على المغزى الديني والسياسي للزيارة، مشيرا إلى ضرورة توجيه أقصى الاهتمام الإعلامي والسياسي للزيارة لأن العالم كلها يتابعها، والاستفادة القصوى منها، خاصة أنها تمثل رسالة للعالم أجمع مفادها أن مصر بلد الأمن والأمان، ويجب التسويق للزيارة واستغلالها من جانب وزارتي السياحة والطيران لإيصال رسائل إيجابية عن مصر. وعن الجانب الديني، قال المفكر القبطي، كمال زاخر، إن زيارة بابا الفاتيكان لمصر محط اهتمام مئات الملايين من سكان العالم الذين يتبعون كنيسة الفاتيكان، خاصة أنها تعد الأولى للبابا فرانسيس، لافتا إلى اجتماعات بأعضاء المجمع المقدس في الكنيسة المصرية مع وفد الفاتيكان، بالإضافة إلى الصلاة على شهداء الأحداث الإرهابية الأخيرة من جانب البابا، في لفتة دينية طيبة منه. وأضاف زاخر ل"البديل" أن معظم دول العالم ستتابع الزيارة، التي تأتي ضمن ظروف صعبة تتعرض لها الدولة، وسيجرى مؤتمر عالمي في يشارك فيها بابا الفاتيكان وإلقاء كلمة ستكون محل اهتمام وسائل الإعلام الدولية.