غم التصريحات البراقة بتطوير "قصر ثقافة ببا" على مدى السنين الماضية، إلا أن مثقفي وأدباء وفناني ببا ما زالوا يعانون؛ لعدم وجود مكان آدمي يساعدهم على تنظيم الفعاليات الثقافية المختلفة, وأصبح القصر طاردًا للموهوبين، وانحسر دوره الثقافي في تنظيم جلسات نادي الأدب بالمقاهي والشوارع. ورغم التاريخ الحافل للقصر وتقديمه كوكبة من المبدعين، أمثال الأديب أحمد عادل والشاعر خالد حسان، كما أنه حصل على المركز الثاني كأحسن عزف وغناء جماعي لفرق الموسيقى الشعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2013، والمركز الرابع مناصفة كأحسن فرقة موسيقى شعبية بمسابقة الفنون الشعبية 2003 ورغم الزيارات المتتالية لمسؤولي الهيئة العامة لقصور الثقافة ومحافظي بني سويف السابقين والحالي وتصريحاتهم بالبدء في تطوير وترميم القصر، إلا أن تلك التصريحات سرعان ما تذهب أدراج الرياح. بدأت المشكلة مع بداية عام 2007، عندما احتاج قصر ثقافة ببا للترميم، وقام اللواء أحمد زكي عابدين، محافظ بني سويف الأسبق، بتخصيص مبلغ 500 ألف جنيه للترميم والتطوير من خلال صندوق المحافظة، وعقب ذلك تدخلت الهئية العامة لقصور الثقافة من خلال الإشراف على العمل، وتوقف العمل عام 2008 عقب ترك المقاول لأعمال التطوير والترميم، وخلال زيارة سيد خطاب،رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، للمقر وعدهم بالبدء في العمل، وذلك بعد تدخل نواب البرلمان والمحافظ، وتم اعتماد القصر في خطة عام 2016 /2017. وقال جمال مختار معوض, مدير قصر ثقافة ببا, ل "البديل": المشكلة قائمة منذ عام 2007 وجميع مثقفي وأدباء ببا يقومون بأعمالهم وفعاليتهم الثقافية بالشارع حاليًّا، ورغم الزيارات المتتالية من جانب أحمد نوار وسعد عبد الرحمن، وقيامنا بإرسال عدة مخاطبات رسمية لمسؤولي وزارة الثقافة لبحث الأمر، إلا أنها دون جدوى، وفي الفترة الاخيرة وبعد مباحثات كثيرة، علمنا بإدراج القصر بخطة عام 2016/2017، وحتى الآن للأسف لم يتم البدء في تنفيذ تلك الأعمال، خاصة وأننا نعاني من عدم ملاءمة المكان، حيث إن جميع الأثاثات الموجودة بالمكان تالفة. وأضاف: في عام 2015 قام الدكتور عبد الناصر الجميل رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ومحمد منير مدير عام ثقافة بني سويف بزيارة القصر والاستماع لشكاوى العاملين، وتم الاتفاق على استئجار شقة للموظفين لحين الانتهاء من الإحلال والتجديد، والاتفاق على عرض الأمر على الكاتب محمد عبد الحافظ رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق؛ لتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية لعمل مقايسة؛ لبدء الإحلال والتجديد بالموقع, وبعد فترة زمنية قليلة رفض الموظفون والأدباء والمثقفون الشقة المؤجرة؛ كونها صغيرة وغير مناسبة لإقامة الأنشطة الثقافية. وقال شريف سيد صلاح, عضو بفرقة ببا المسرحية وعضو مؤسس لنادى أدب ببا، ل "البديل": ببساطة شديدة المكان ليس مجرد قصر ثقافة عادي، بل كان يعبر عن تاريخ وأهداف أصيلة للثقافة ببني سويف, وكانت فرقة المسرح ببا من أكثر الفرق المسرحية تميزًا على مستوى مصر، وحققت إنجازات عديدة، وأخرجت مخرجين معتمدين مثل القضابي ومحمد حسب النبي ومحمد محمود الزناتي وغيرهم، والمسرح كان قويًّا، وكان آخر تلك العرض في عام 2010، وتوقفت تلك الفرقة عن مباشرة أعمالها نتيجة توقف العمل بالمسرح. وتابع: الوضع الحالي أثر على إثراء الحياة الثقافية بالمحافظة، وحاولنا الخروج من الأزمة بإقامة الفعاليات الثقافية من خلال التعاون مع الجهات الأخرى كالشباب والرياضة والوحدات المحلية، وأصبحت جلسات الأدباء أشبه بجلسات المقاهي. وطالب مسؤولي الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزير الثقافة بالنظر بحيادية وإيجابية تجاه الأمر ومساعدة أدباء ومثقفي ببا في تحقيق حلمهم البسيط والبدء في ترميم قصر الثقافة. من جانبه أكد أحمد سوكارنو, مدير ثقافة بني سويف, ل "البديل" أنه منذ تولى المسؤولية ويعلم بمشكلة قصر ثقافة ببا, وأنه تم إدراج القصر بخطة عام 2016/2017، ولكن المشكلة أن تكلفة الأعمال وصلت إلى ما يقارب ال 39 مليون جنيه؛ لذا تم ترحيلها لخطة 2017/2018. وأوضح أن المشكلة الثانية تتلخص في أن نادي أدباء ببا غير معتمد، ولو كان هناك اعتماد للنادي، لتم التعجيل بتنفيذ الأمر, لافتًا إلى أن المشكلة أثرت إيجايبًّا على الحياة الثقافية بمركز ببا، من خلال الفعاليات التي تتم بالقرى والميادين، مختتمًا أن الموضوع برمته بحوزة مسؤولي الهيئة العامة لقصور الثقافة.