يحاول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بشتى الطرق على ما يبدو، أن يمحو آثار الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في بعض القرارات التي كان قد اتخذها الأخير، وساهمت في رفع شعبيته، فترامب لم يحاول أن يخفي حالة الخلاف مع أوباما وحزب الديمقراطي، ففي وقت الانتخابات الرئاسية كان ترامب يتهم وسائل الإعلام بالتحيز لصالح الحزب الديمقراطي ممثلُا بهيلاري كلنتون، وعندما استلم ترامب زمام السلطة في الولاياتالمتحدة وجه أصابع الاتهام لأوباما، واتهمه بالتنصت على مكتبه في ترامب تاور بنيويورك قبيل فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أواخر العام الماضي. وفي مسلسل ترامب أوباما الذي ما زال مستمرًّا، يبدو أن ترامب نجح في إلغاء بعض قرارات أوباما، وفشل في أخرى. أوباما كير فشل ترامب في تعديل مشروع قانونه حول النظام الصحي، الذي يلغي بمقتضاه نظام "أوباما كير" الصحي. حيث طلب "ترامب" من الجمهوريين سحب مشروع تعديل نظام الرعاية الصحية قبيل التصويت عليه؛ بسبب تعذر جمع أكثرية، وفقًا لمصدر في الكونجرس. وكان مقررًا أن يصوت أعضاء مجلس النواب ال430 (193 ديمقراطيًّا و237 جمهوريًّا) على المشروع الجمعة الماضية، لكنّ عدد الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له فاق الثلاثين، ما أدى إلى إلغاء التصويت. وقال ترامب تعليقًا على الموضوع "خاب أملي، لكي أكون صريحًا، أشعر ببعض الذهول"، وأضاف: "كنا على وشك إقرار قانون النظام الصحي"؛ وبدا واضحًا أنه تأثر بهذه النكسة السياسية الكبيرة. وجدد الرئيس الجمهوري اعتقاده بأنّ نظام "أوباما كير" للرعاية الصحية، الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2010، سينهار من تلقاء نفسه. وقال ترامب إن "أوباما كير ينهار وسينفجر قريبًا، وهذا لن يكون جيدًا". خصوصية الإنترنت نجح ترامب هذه المرة في تمرير قراره على قرار سلفه، فما رفضته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، وافق عليه أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، بإدارة الرئيس الحالي حينما صوتوا لصالح إزالة القيود التي فرضتها إدارة أوباما المصممة؛ للمحافظة على خصوصية المستخدمين ومنع مقدمي خدمات الإنترنت "مزودي خدمة الإنترنت ISP" من بيع بيانات المستخدمين دون موافقتهم، وبتصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح إلغاء قواعد الخصوصية المتعلقة بالشبكة العنكبوتية، والتي لم تدخل حيز التنفيذ بعد، فقد بات من غير الملزم للشركات التي تقدم خدمة الإنترنت الحصول على موافقة زبائنها قبل جمع أو مشاركة أي بيانات تتعلق بهم، مثل تاريخ التصفح، هذا ومن المتوقع أن يصدق ترامب على قرار الإلغاء. المناخ وقع ترامب مرسومًا تنفيذيًّا يتراجع فيه عن القوانين التي أقرها سلفه؛ من أجل التقليل من التغير المناخي، وقال الرئيس الجمهوري إن هذا المرسوم يوقف "الحرب على الفحم"، ويلغي القوانين التي "تقضي على الوظائف". ويعلق المرسوم المعروف باسم "استقلالية الطاقة" العمل بجملة من الإجراءات أقرها أوباما، كما يشجع صناعة النفط، ورحبت الشركات بقرار الإدارة الأمريكية الجديدة، ولكن المنظمات المدافعة عن البيئة نددت به. ووقع ترامب المرسوم وخلفه مجموعة من عمال المناجم، وقال: "إدارتي توقف الحرب على الفحم، فهذه أول خطوة تاريخية لرفع القيود عن الطاقة الأمريكية، للتراجع عن تدخل الحكومة، وإلغاء القوانين التي تقضي على الوظائف". وتعهد الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية بإخراج الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس الموقعة عام 2015. في المقابل أدان اختصاصيون في مجال البيئة قرار ترامب، وقالوا إنهم سيطعنون ضد هذا القرار في المحاكم. ويختلف ترامب كثيرًا في نظرته لقضية البيئة عن أوباما، الذي يرى أن التغير المناخي حقيقة لا يمكن التغاضي عنها. وتفرض القوانين التي ألغاها ترامب، وتعرف باسم خطة الطاقة الخضراء، على الحكومة التقليل من الانبعاث الحراري، للوصول إلى تعهدات الولاياتالمتحدة المنصوص عليها في اتفاقية باريس. ويرى مراقبون أنه في حال تطبيق قرارات أوباما المناخية، فإن هذا سيؤدي إلى إغلاق العديد من المحطات العاملة على الفحم، وهي الأقدم والأكثر تسببًّا للتلوث، غير أن الخطة مجمدة في الوقت الحاضر بأمر من القضاء بعد تلقيه شكاوى من 30 ولاية هي بغالبيتها ولايات جمهورية. وتزعم إدارة ترامب أن إلغاء قوانين أوباما توفر الوظائف للأمريكيين، وتقلل من اعتماد الولاياتالمتحدة على استيراد الوقود.