مكان بسيط فيه يتعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة ويحفظ القرآن الكريم، بدأ ظهور الكُتَّاب في الحضارة الفرعونية باسم «مدرسة المعبد» وكانت عبارة عن مجموعة من الكتاتيب الملحقة بالمعابد الفرعونية تمنح الدارس بها شهادة تسمى «كاتب تلقي المحبرة»، واستمر في التواجد على الساحة خلال العصر المسيحي، حيث كان يتولى القائمون عليه تعليم الأطفال أجزاء من الكتاب المقدس والمزامير. وبدأ ظهور بمفهومه الحديث خلال العصر الأموي، واستمر في التواجد على الساحة حتى عصرنا الحالي، كان مكانه عبارة عن مبنى ملحق بالمسجد أو منفصل أو في بيوت المحفظين، وكان يطلق على من يتولى مهنة تعليم الأطفال المحفظ أو المؤدب، وكانت الكتاتيب لا تحظى بأي دعم حكومي، وكان أولياء الأمور هم من يتكفلون بتحمل نفقات المحفظ، وبعد إتمام مرحلة الكتاب كان الطلاب يلتحقون بالمعاهد الأزهرية ليكملوا باقي مراحل تعليمهم، وبتطور الزمن أصبحت الكتاتيب عاملًا مساعدًا في العملية التعليمة لرياض الأطفال «الحضانة» التي حلت محلها بشكل كبير. مع العصر الحديث حاول البعض العودة إلى طرق التدريس القديمة بإحياء شعيرة «شيخ العمود» وهي طريقة تدريس قديمة كانت تعتمد على شيخ تكون له حلقة من الطلبة يتلقون على يده دروس العلم، وفي العصر الحديث أنشأت مدرسة جديدة أطلق عليها اسم «شيخ العمود» وهي مدرسة غير ربحيّة تهدف إلى تعليم العلوم الإسلامية لغير المتخصصين بدراستها بوسائل مختلفة. ويهدف المشروع إلى تعريف الشباب المسلم بالعلوم التي يجب عليهم أو يستحب لهم تعلمها ولا يعرفون الطريق الصحيح أو المنهجية المناسبة للتعلم، حيث يتم ترتيب دورة علمية مختصرة للتمهيد لدراسة هذا العلم، ثم يتم عقد دورات لاحقة أكثر تخصصية فتكون المستويات التعليمية في النهاية خمسة مستويات «تعريفي، تمهيدي, أول، ثاني، ثالث» ولكل مستوى عدد من الساعات التعلمية المقررة في كل علم، وينبغي عليه حضور هذه الساعات واجتياز أحد قياسات التحصيل المختلفة قبل الالتحاق بالمستوى التالي بداية من المستوى الأول، أما المستوى التعريفي فيعفي من هذا الشرط لما لهذا المستوى من طبيعة تثقيفية. وتنقسم قائمة العلوم التي يتم تدرسيها في المدرسة إلى أربعة أقسام رئيسة؛ العلوم الشرعية «العقيدة، الفق، التزكية، أصول الفقه، علوم اللغة، المنطق، علوم القرآن والتفسير، علوم الحديث» وعلوم اللغة العربية «النحو، الصرف، البلاغة، الأدب، العروض، الخط، الإملاء"» والعلوم الإنسانية «الاجتماع، علم النفس، الاقتصاد، الفلسفة، السياسة، الآداب، الفنون» والعلوم الطبيعية «الطب، الصيدلة، النبات، الحيوان، الميكانيكا، الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الفلك». ويتم تقديم ونشر العلوم بمدرسة شيخ العمود من خلال مسارين أساسيين هما المسار التعليمي، وذلك من خلال مشروع الدورات، وفيه خمسة مستويات هي التعريفي ثم التمهيدي ثم الأول ثم الثاني ثم الثالث، والمسار التثقيفي ويشتمل على أولًا مشروع الندوات، والقصد منه زيارة مكان تجمع تلقائي للجمهور مثل الجامعات والنوادي وغيرها لإلقاء محاضرة واحدة في موضوع ما، ثانيًا مشروع الفيديوهات التعليمية، وهدفه اختصار العلوم في سلاسل من الفيديوهات القصيرة ونشرها على الإنترنت وغيره، ثالثًا مشروع الصور التعليمية، وهدفه اختصار العلوم في سلاسل من الصور تحمل كل سلسلة عنوانًا مختلفًا، ويتم نشر الصور على الإنترنت.