زادت حدة التوتر بين تركياوألمانيا مؤخرًا، بسبب التصعيد الكلامي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، باللجوء إلى "ممارسات نازية"، الأمر الذي صب مزيدًا من النار على العلاقات المتوترة بين البلدين في الشهور القليلة الماضية، ما يطرح تساؤلا عن أسباب التصعيد التركي ضد ألمانيا وتأثيره على الاستفتاء المقرر إجراؤه في أبريل المقبل حول التعديلات الدستورية التي تمنح صلاحية واسعة للرئيس التركي. وتمر علاقات تركيا مع أغلب دول الاتحاد الأوروبي بحالة من الفتور والتوتر، شهدت أوجها مع هولندا التي منعت وزراء أتراك الأسبوع الماضي من المشاركة في تجمعات لدعم الاستفتاء الذي يوسع صلاحيات أردوغان، إلا أن المعركة بدأت أولا مع ألمانيا قبل نحو شهر، عندما حظرت برلين تجمعات مؤيدة للرئيس أردوغان بحضور وزراء من حكومته، بدوافع قالت السلطات إنها "أمنية". وشن أردوغان على إثر ذلك هجوما على المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وكان آخر التصريحات الصادرة عن تركيا، اتهامات من الرئاسة لألمانيا بأنها دعمت الإرهاب في إشارة إلى تجمعات كردية معارضة له شهدتها ألمانيا، كما اتهمت أنقرةبرلين بدعم رجل الدين المعارض فتح الله جولن لتدبير محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو الماضي. السماح بتظاهرات تركية معارضة لأردوغان وكان ضمن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تصعيد تركيا ضد ألمانيا، السماح لتجمعات تركية معارضة لأردوغان على الأراضي الألمانية، حيث استدعت أنقرة سفير ألمانيا لديها، لتعبر عن احتجاجها على تظاهرة للأكراد في فرانكفورت، رفعت خلالها أعلاماً لحزب العمال الكردستاني. وكان نحو ثلاثين ألف شخص مؤيدين للأكراد تظاهروا السبت الماضي، في فرانكفورت غربي ألمانيا، مطالبين ب"الديمقراطية في تركيا"، و"الحرية لكردستان"، ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل تركيا منذ 1984، وصوراً لزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن. وعبرت تركيا عن غضبها بعد التظاهرة التي دعت إلى رفض التعديلات الدستورية التي ستطرح في استفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، وقال إبراهيم كالين، الناطق باسم الرئيس التركي لشبكة "سي إن إن ترك"، "أمس أعطت ألمانيا اسمها لفضيحة جديدة"، معبراً عن استيائه لظهور شعار "المجموعة الانفصالية الإرهابية"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، خلال التظاهرة. ألمانيا تنصف جولن وغضبت أنقرة أكثر من تبرئة زعيم حركة الخدمة التركية، فتح الله جولن، من الاتهامات الموجهة إليه من السلطات التركية حول ضلوعه في محاولة الانقلاب، حيث نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية السبت، مقابلة مع برونو كال، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني، قال فيها إن الحكومة التركية لم تستطع إقناع جهازه بأن فتح الله جولن رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة كان وراء محاولة الانقلاب، قائلًا: "حاولت تركيا إقناعنا بذلك على كل المستويات لكنها لم تنجح بعد". الاستفتاء على الدستور وبخلاف الأسباب المذكورة توجه كثيرون في تحليلاتهم إلى أبعد من ذلك، مؤكدين أن أردوغان صعد اللهجة تجاه ألمانيا من أجل الحصول على تأييد واسع في الاستفتاء والتصويت بنعم للتعديلات الدستورية التي توسع صلاحياته الرئاسية، حيث يبدو واضحًا أن الهدف الأسمى للرئيس التركي إظهار نفسه مدافعا عن حقوق الأتراك والمسلمين في أوروبا بغية الحصول على أصوات الناخبين الأتراك.