على أحد مواقع البيع الإلكتروني بمصر لجأت فتاتان مصريتان، هما "دينا حسني" و"ياسمين أشرف"، إلى بيع شهادات تخرجهما، بعد أن ضاق بهما الحال، وفشلتا في الحصول على وظيفة. المتفحص لشهادة تخرج الثنائي سيجد أنهما تخرجتا في كلية الآداب بجامعة عين شمس قسم علوم الاتصال دفعة العام الماضي 2015، حيث حصلت دينا على الليسانس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، أما ياسمين فتقديرها جيد. الفتاتان نفذتا مشروع تخرج مجلة حملت اسم "هاشتاج"، مارستا خلاله كل أنواع الأشكال الصحفية التي درسوها خلال فترة تعلمهما في الجامعة، اعتقادًا منهما أن سوق العمل سيسمح بنتفيذ كافة الأفكار التي تخطر ببالهما، دون أن تكترثا أن مجال العمل الصحفي حاليًّا يعاني من أزمات متتالية، نتج عنها تشريد العديد من الصحفيين من مؤسساتهم الصحفية، دون أن يجدوا عائلًا لهم، بل إن الكثير منهم فشل حتى في أن يدافع عن حقه في ظل عجز نقابة الصحفيين عن حمايتهم. ياسمين قالت ل "البديل" إنها لجأت إلى هذا الطريق بعد أن ضاق بها الحال، وفشلت في الحصول على وظيفة تعينها على الحياة، وأضافت "أنا لما باروح أقدم في شغل، وأدِّي له الشهادة مش بيعترف بيها، وكأني مثلًا جايبة الشهادة دي من بيتنا مش من مكان حكومي معترف به". وتابعت أنها حاولت العمل في المجال الصحفي، معتمدة على أنها تعشق هذا المجال وقادرة على العطاء فيه، لكنها دائمًا ما كانت تتعرض للصدمة من هول ما تراه، خصوصًا العمل لساعات طويلة دون أجر، وإن تواجد فيكون بسيطًا جدًّا، ولا يكفي أي شيء. وأكملت ياسمين أنها لم تجد فرصة العمل المناسبة لها، وإنما اصطدمت بواقع مفاده "من يمتلك الواسطة يمتلك الفرصة"، معقبة "أنا لا أملتك أية واسطة يبقى من حقي أبيع الشهادة، على الأقل أحصل على جزء من تعب سنين". واختتمت "الأهم أن كل مسؤول عن التعليم في مصر لا بد له أن يعلم أن كل تعب الطلاب خلال مراحل دراستهم المختلفة يختزل في شهادة يكون مصيرها النهائي أن ترمى في الدرج، ولا يعترف بها في أي دولة". أما دينا فقالت ل"البديل": "مش مقصود إننا نحبط الشباب، بس ده واقع إحنا بنعيشه، بس كلنا قررنا نسكت ونتأقلم على وضع غلط"، مضيفة "أنا عايزة أوصل رسالة للمسؤولين عن التعليم في مصر، إن شهادتهم دي ما لهاش لازمة وآخرها درج المكتب".