كشفت شركة باير الألمانية للمستحضرات الطبية أن شركة مونسانتو الأمريكية للمبيدات وبذور المحاصيل، قبلت عرض استحواذ بقيمة 66 مليار دولار (اندماج)، وبموجب الصفقة تنشأ أكبر شركة في العالم للبذور والمبيدات الحشرية ، وقال الرئيس التنفيذي ل"مونسانتو"، هيو جرانت: نعتقد أن الاندماج مع باير يمثل القيمة الأكثر إلحاحا لأصحاب الأسهم، ومازالت الصفقة تستلزم موافقة الجهات الرقابية". وقال موقع أفريكا فوكس الأمريكي: إذا تمت الموافقة على اندماج باير – مونسانتو، ستسيطر الشركة المندمجة الجديدة على ما يقرب من 30٪ من سوق تجارة البذور العالمي و25٪ من سوق الكيماويات الزراعية، ما يجعلها أكبر مورد في العالم من البذور والمواد الكيميائية في جنوب إفريقيا، وسيكون حجم السيطرة حوالي 30٪ من الأسواق، متابعا: اليوم أصبحت مونسانتو واحدة من أكبر الشركات في إفريقيا، توظف 80٪ من شركات القطاع الخاص، التي تزرع الذرة، و100٪ من مزارعين فول الصويا وعباد الشمس. وأضاف الموقع أن هيمنة الشركات متعددة الجنسيات للأعمال الزراعية العملاقة في توريد البذور والمواد الكيميائية، ليست جديدة، سواء على المستوى الوطني في كل من البلدان المتقدمة والنامية، أو على نطاق عالمي، مستطردا: أما الذي يهمنا في القارة الإفريقية، أن لهذه الشركات تأثيرا سلبيا كبيرا على صغار المزارعين، وعلى البيئة وصحة الإنسان، وفي السيطرة على أسعار المدخلات الزراعية، ومع ذلك شهدت السنوات الأخيرة، تصعيدا في عمليات الاندماج بين الشركات التي تتسارع في التركيز على هذه الصناعة، ومنها اندماج باير – مونسانتو، والأمر حاليا قيد الدراسة من قبل الهيئات التنظيمية الوطنية في جنوب إفريقيا وغيرها من البلدان الإفريقية الكبرى. الأثار المترتبة على صغار المزارعين أشار الموقع إلى الأثار المحتملة لعملية الاندماج المعتمدة للنظام الزراعي في العديد من دول القارة السمراء، وأهمها جنوب إفريقيا، وتتركز المخاوف على الأثار المترتبة على المزارعين خاصة في جنوب إفريقيا، وأصحاب الحيازات الصغيرة على وجه الخصوص، في تقويض ظهور نظام بديل من شأنه دعم صغار المزارعين في المساهمة في تحقيق المساواة في الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي، ويؤدي الاندماج أيضا إلى احتمالية انخفاض المنافسة، ما سيؤدي إلى انخفاض الابتكار، وتراجع الإنفاق على البحث والتطوير. ويعزى نشاط الاندماج إلى الركود الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على المنتجات من قبل المزارعين بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية، كما أنه يسير مع الرغبة في خفض التكاليف التشغيلية، خاصة لعمليات البحث والتطوير، والوصول إلى المعرفة الملكية المغلقة في حقوق الملكية الفكرية، مثل براءات الاختراع، ويدعم هذا الاتجاه عمليات الاندماج والاستحواذ التي كتبتها معدلات الفائدة المنخفضة تاريخيا (قريبة من الصفر) التي يجري تقديمها في الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو واليابان والمملكة المتحدة. وتعتبر جنوب إفريقيا السوق الأفريقية الأكثر أهمية لكلا الشركتين من حيث المبيعات، وتوفير قاعدة للتوسع في القارة، ومن المحتمل خفض المنافسة داخل قطاع البذور في جنوب إفريقيا، كما ستغير عملية الدمج المعايير الأساسية لسوق البذور وسوف تهيمن على السوق وتسيطر على حماية المنتجات من حيث صفات الأصول الوراثية للمحاصيل في البلاد، على عكس ما يدعيه مديري باير ومونسانتو، ومن المتوقع أن ينخفض حجم الاستثمار كما ستنخفض الابتكارات وسرعة البحث والتطوير، وسيزداد الضغط على المزارعين من خلال جمع الضرائب. ومن المتوقع، أيضا حدوث أثار خطيرة بالنسبة للمزارعين والمستهلكين على حد سواء، في المواد الغذائية؛ بالنسبة للمزارعين، فسوف يواجهون زيادة أسعار البذور، ومن المرجح أن تؤثر زيادة أسعار المواد الغذائية على الفقراء ومحدودي الدخل، حيث لا يمكن استبعاد التأثير غير المباشر على أسعار المواد الغذائية الناتجة عن الاندماج. وذكر "أفريكا فوكس" أن المفوضية الأوروبية ستتخذ قرارا بشأن هذا الاندماج قبل 15 مارس 2017، والذي لم يتم تقديمه إلى الجهات التنظيمية في جنوب إفريقيا حتى الآن أو أي دولة إفريقية أخرى من التي ستتعامل مع الاندماج.