للمرة الثانية خلال أقل من شهر، ينتقد الرئيس السوداني عمر البشير مصر أثناء زيارته الأخيرة للإمارات، حيث زعم أن القاهرة «أمدت قوات رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، بالأسلحة والذخائر»، وكان البشير قد سبق وشن هجومًا على مصر أثناء زيارته للسعودية مطلع الشهر الحالي، وأكد عبر قناة «العربية» السعودية، أن منطقة حلايب وشلاتين ملك للسودان. تحرك برلماني على الجانب الآخر أعلنت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أنها ستناقش الرد المناسب على هذه التجاوزات، خلال اجتماعاتها التي ستبدأ اليوم الأحد، ومن المفترض أن يحضر السفير سامح شكري، وزير الخارجية، هذه الاجتماعات لوضع تصور للرد على تكرار هجوم البشير على مصر. ورقة ضغط عدد من القوى السياسية أكد أن الهجوم جاء بمباركة دول الخليج التي أعطت الضوء الأخضر للبشير، عبر وسائل إعلامها، وتلك الدول تعتقد أنها بهذه الطريقة ستشكل ضغطًا خارجيًّا على مصر، عن طريق إثارة القضايا القديمة، وذهب البعض إلى أن تصريحات الرئيس السيسي خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، كانت تؤكد أن موقف مصر من القضايا الإقليمية لن يتغير، وأن مصر لن تتراجع عن موقفها تحت أي سبب. قال النائب حاتم باشات، وكيل لجنة الشؤون الخارجية: البشير يحاول استغلال التوتر الموجود حاليًا بين مصر وبعض دول الخليج لشن هجوم غير مبرر على مصر، رغم أنه التقى الرئيس السيسي أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين، وجمعتهما قمة، لكن لا يوجد ما يبرر هذا التناقض بين تصرفاته مع الإدارة المصرية وهجومه عليها في الوقت ذاته. وأضاف باشات في تصريحات خاصة أن البشير يحاول إلهاء الشعب السوداني عن مشكلاته الداخلية، ويعمل على أن تكون هناك قضية قومية لجمع طوائف الشعب الذي يمر بظروف صعبة، لدرجة أنه نظم إضرابًا عامًّا بسبب تصاعد الأزمات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الإدارة المصرية لابد أن يكون لها رد قوي على كل هذه التجاوزات، ووضع حد لها. الحصول على مساعدات وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق: البشير يعمل على كسب ود دول الخليج من أجل الحصول على مساعدات اقتصادية؛ نظرًا لتفاقم الأوضاع الاقتصادية بالسودان، وهذه ليست أول مرة يتحدث فيها عن تلك القضايا أثناء زياراته الخارجية. وأضاف العرابي في تصريحات خاصة أن الخارجية المصرية نفت أكثر من مرة أن يكون لها أي علاقة بالشؤون الداخلية للدول الإفريقية بأكملها، وخصوصا السودان التي تعتبر أمنًا قوميًّا لمصر، وليست من مصلحتها أن يكون بها أي صراعات داخلية، مشيرًا إلى أن الرد في مثل هذه الحالات يكون بشكل دبلوماسي بين وزراء الخارجية، وهناك تصعيدات أخرى من الوارد استخدمها إذا رأت الدولة المصرية أن الأمر يستدعي ذلك.