كشفت مستندات حصلت "البديل" على نسخة منها، مخالفات في ملف الصرف الصحي بالمنطقة الصناعية بكوم أبو راضي، مركز الواسطي محافظة بني سويف، تتمثل في تسرب المياه من محطة صرف الغابة الشجرية إلى المنطقة الصناعية، تهدد بتلف البنية التحتية لها، والتسبب في تلف كابلات الكهرباء التي تغذي المنطقة. المستندات تمثلت في خطاب الإدارة العامة لشؤون البيئة ببني سويف إلى رئيس قسم البيئة والمسطحات المائية وخطاب إلى رئيس النيابة العامة لمركز الواسطى، بخصوص لجنة إجراء المعاينة على الطبيعة للمنطقة الصناعية بكوم أبو راضي "محطة الصرف على الغابة الشجرية"، عما إذا كان هناك تسرب للمياه من الغابة إلى المنطقة الصناعية من عدمه، واقتراح الحلول المناسبة للمشكلة، إذا وجدت. وتوضح المستندات معاينة الموقع على الطبيعة بتاريخ 18/12/2016، وتبين للجنة أن رئيس قسم البساتين بمديرية الزراعة، أفاد بوجود غابة شجرية منزرعة على مساحة 20 فدانا تقريبا والمساحة المخصصة لها 498 فدانا، وأن المساحة المنزرعة لا تستوعب كمية كبيرة من مياه محطة الصرف، وتم التأكد من وجود تسريب لمياه الصرف الصحي وغير المعالج من محطة الغابة الشجرية إلى أحد مصانع السيراميك بجوار محطة رفع الصرف 2. وأكد مستند صادر عن المنطقة الصناعية بكوم أبو راضي أن الكسر الموجود بالمحطة، يعود إلى أحداث 25 يناير 2011، ما أدى إلى تسريب المياه من الغابة الشجرية وغرق محطة رفع الصرف الصحي رقم 2 بالكامل، وأن المحطة كانت تحت الإنشاء ولم تكن جاهزة للتشغيل. وأفاد مدير الإدارة المركزية للتشجير والبيئة، بحسب المستندات، بوجود برك ومستنقعات تحتوى على أسماك تعيش في مياه الصرف نتيجة لكسر خط طرد المصرف البيئي، وتخلص محطة معالجة الصرف الصحي من نتائجها إلى الغابة الشجرية، ما أدى إلى تدميرها. وقال المهندس طارق سمير كامل, مدير عام الإدارة العامة لشؤون البيئة ببني سويف، إن اللجنة التى تم تشكيلها لمعاينة الصرف الصحى بكوم أبو راضي وضعت بعض الحلول للأزمة، منها تكليف شركة مياه الشرب بالانتهاء من عملية الإحلال والتجديد بمحطة الصرف الصحي بمركز ومدينة الواسطى، بجانب التأكيد على تفعيل منظومة الكلور. وأشار كامل ل"البديل" إلى ضرورة التوسع فى زراعة باقي المساحة المخصصة للغابة الشجرية، خاصة أن المساحة المنزرعة لا تتجاوز 20 فدانا فقط؛ لاستيعاب أكبر قدر من المياه، ما يساهم بنسبة كبيرة في حل المشكلة، وضرورة عمل مصارف رئيسية عميقة حول الغابة الشجرية تتقاطع بمصارف فرعية عميقة داخل الغابة لتستوعب مياه الصرف الزائدة عن احتياجات رى الغابة. وأوضح أشرف أنور, الخبير الاستثماري: "يجب إعادة النظر في المشاكل الموجودة بالبنية التحتية للمناطق الصناعية، خاصة التي عانت من عيوب تصميم"، مؤكدا على ضرورة اقتحام المشاكل مباشرة، والابتعاد عن المسكنات التي لا تفيد في حل مشكلات المناطق الصناعية المتكررة. من جانبه، قال بدوي النويشي, عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الواسطى ببني سويف: "تقدمت ببيان عاجل للمهندس مصطفى مدبولي, وزير الإسكان، منذ أيام بخصوص المشكلة؛ لأن المياه ستغمر الزراعات المجاورة، وبالفعل، أرسلت وزارة الإسكان لجنة فنية لدراسة المشكلة وبحث حلول لها". وكان الدكتور مصطفى مدبولي, وزير الإسكان، أرسل لجنة فنية من الوزارة لمراجعة أعمال تطوير منظومة الصرف الصناعي والصحي بمنطقة كوم أبو راضي الصناعية، ووضع الحلول العاجلة والآجلة للمنظومة، ومراجعة أعمال التطوير الجاري تنفيذها بمحطة المعالجة ومحطة مياه الشرب، اللتين تخدمان المنطقة، فضلا عن بحث اقتراح المحافظ بإسناد إصلاح وتطوير منظومة الصرف بالمنطقة إلى أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة لوضع الحلول المتكاملة للمشكلة وآليات تنفيذها.