من الأخبار الجيدة أنه خلال عامين قد يكون هناك رئيس جديد للولايات المتحدة بدلًا من الرئيس الحالي دونالد ترامب، وذلك خلال انتخابات مجلس النواب النصفية، أما الأخبار السيئة فهي استمرار الرئيس في منصبه لأكثر من عامين. تستند التوقعات الجيدة على قانون "البندول" الفيزيائي. يعرف البندول بأنه كرة كتلتها (ك) مربوطة بأحد طرفي خيط طوله (ل)، والطرف الآخر من الخيط مثبت بنقطة تعليق، وتستقر الكتلة بنقطة أسفل نقطة التعليق، تدعى بنقطة الاستقرار، حيث بناء على تصرفات ترامب سيتم اتخاذ القرارات للوصول إلى نقطة الاستقرار، فمن الكافي أن الأمريكيين من أكثر الناخبين استقلالية، وهم على استعداد لتسليط الضوء على دونالد ترامب وفظائعه خلال انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب في عام 2018، وحال سيطرة الجمهوريين على المجلسين ربما ستكون هناك موجة من الرفض لقانون أوباما كير للرعاية الصحية، وسيعود الديمقراطيون بتسونامي من الاحتجاجات. وبعد موجة غضب الديمقراطيين، قد يعلن ترامب الأحكام العرفية، ويتمكن من إسكات المعارضة بشكل فعال، خاصة وسط هجماته الأخيرة المتواصلة على وسائل الإعلام. في هذه الحالة لن يكون لدى مجلس الوزراء الكثير من الشجاعة للقيام بعزل الرئيس، وبالتالي ربما ينتظر الأمريكيون سنوات طويلة حتى يرحل ترامب؛ حيث عليهم مواجهة الأمر، وأن يكونوا مستعدين لحدوث أي شيء. تحسبًا لظروف قد تستعدي استبدال الرئيس بشكل أسرع، من الأفضل استخدام الحكمة في إزالته، من قبل أغلبية مجلس النواب ونائب الرئيس، ربما لأسباب إصابة الرئيس أو مرضه أو عدم قدرته على الخدمة، أو ربما لعدم كفاءته في منصبه، أو أنه يشكل خطرًا على الأمة، وبناء عليه يجب إزالته فورًا من الحكم عن طريق نائب الرئيس. من الأسباب التي قد تستدعي عزل ترامب قيامه بالتعاون مع أتباعه بهجوم مباشر وكامل على الحريات المدنية والحكومية، والحرية الدينية، وكذلك التحريض والتغاضي عن سلسلة من الانتهاكات الأخلاقية، بجانب النزاعات التجارية، فيما يخص ابنته إيفانكا، وخط الأزياء التابع لها، لأن المسألة ليس مجرد دفاع والد عن ابنته، ولكن رئيس الولاياتالمتحدة يمارس أعمال البلطجة ضد التجار الأحرار. وبالنظر للأمور بشكل موضوعي، فإنه من المستحيل الدفاع عن سخافات ترامب المحفوفة بالمخاطر من قبل البيت الأبيض والوكالات التنفيذية التابعة له. وفي مذكرة تبعث الأمل، تحدث عدد قليل من الجمهوريين عما يفعله ترامب ومعاونوه، رغم قصر القائمة، حيث ربما تواجه مساعدة مقربة من الرئيس الأمريكي إجراءات تأديبية بسبب تعليقاتها خلال "مقابلة تليفزيونية" فيما يتعلق بالعلامة التجارية لخطوط أزياء إيفانكا ترامب، حيث طالب عضوان بارزان في مجلس النواب الأمريكي مكتب الأخلاقيات الحكومي بالنظر في تلك القضية، وطالب النائب الجمهوري جيسون تشافيز والديمقراطي إيليا كومينجز أن يستخدم المكتب سلطته، ويوصي بالتوبيخ أو الوقف عن العمل أو خفض الدرجة الوظيفية أو الفصل من الخدمة. كما أن هناك مواجهة لحشد جامح في ولاية يوتا، بجانب استهجان من لجنة مراقبة البيت الأبيض لما يقوم به الرئيس الأمريكي، كل ذلك يعطي لمحة عما قد يحدث خلال العامين المقبلين، ومع حلول عام 2018 يمكن لمجلسي الشيوخ والنواب التحرك لعزل الرئيس. وبينما ينتظر الأمريكيون أي فرصة للتحرك، تظهر علامات جديدة تؤيد عزل الرئيس، حيث يبدو أن قسم الرئيس للدفاع عن الدستور الأمريكي لم يكن صادقًا؛ لأنه حتى الآن لم يتصرف بطريقة الرئيس الوفي، وربما لن يصبح قادرًا على الحفاظ على وعوده. التصرفات الصبيانية لترامب تعزز المخاوف بأن هذا الرجل لا يمكن الوثوق بقيادته وعمله كرئيس للولايات المتحدة، والأكثر إثارة للقلق هو طول المدة التي قد يتسامح ويصمت فيها ترامب مع المتظاهرين والناقدين، والهزائم، وما هو الثمن الذي يحاول انتزاعه من الرافضين لسياسته. واشنطن بوست