أخرج المواطن أبو السعيد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تلفازه الذي كان يعمل على مولد كهربائي في ظل انقطاع الكهرباء عن المنطقة، إلى خارج البيت، ووزع مجموعة من المقاعد البلاستيكية حول التلفاز، وفي أقل من عشرة دقائق، تجمع عدد كبير من المواطنين حوله، حيث بدأت مباراة كرة القدم بين المنتخب المصري وبوركينا فاسو. وأثناء اندماج الجمهور في متابعة لعب الفريقين جاء السعيد ابنه الأكبر، وكان يوزع الشاي على المتواجدين، وسط صراخ وتشجيع من الحضور كأنهم في قلب الحدث. مضت أوقات عصيبة وأبو السعيد في انتظار فوز فريقه العربي المفضل، الفريق المصري، الذي لطالما شجعه وفرح بفوزه، ثم ما أن تم انتهاء المباراة بفوز مصر، انطلقت الصيحات الممتلئة بالفرح والبهجة وسط الحاضرين جميعا، ووزع أبو السعيد الحلوى على جميع الحاضرين، مهنئا إياهم بفوز مصر. لم يكن أبو السعيد وحده الذي يقيم مثل هذا الأمر أمام بيته، ففي المقاهي والحارات وجميع التجمعات السكنية، تجمع الناس ليشاهدوا المباراة وهم يهتفون لمصر الحبيبة. ويفيد أبو السعيد البالغ من العمر 44 عاما قائلا: منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أحب الرياضة وأتابعها، ولم أشجع فريقا عربيا كما أشجع منتخب مصر، مضيفا أنه من أكبر مشجعين النادي الأهلي على الصعيد المحلي، والمنتخب المصري على الصعيد الإقليمي. وتوافد مئات الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعاني حصارا وأوضاعا صعبة إلى الشوارع للاحتفال بفوز مصر ووصولها لنهائي كأس الأمم الإفريقية، مرددين شعارات داعمة للأخوة والصلة بين الشعبين الفلسطيني والمصري، أبرزها: شعب واحد، فوز واحد. وقال المواطن عبد العزيز صقر الذي كان يهتف لعصام الحضري، إن الفوز المصري يمثل الفوز الفلسطيني، وإنها فرحة واحدة، ولولا هذه الظروف الصعبة التي نمر بها في قطاع غزة، لذهب مئات الفلسطينيين يشجعون المنتخب المصري أثناء لعبهم في ليفربول. وكانت المباراة تُعرض على شاشة كبيرة في أشهر المفترقات في شوارع غزة، وهو مفترق السرايا، بإشراف من عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عبد السلام هنية، الذي أكد أن هذه رسالة من غزة لمصر، مفادها أننا شعب واحد، وأن غزة مصدر الحب لمصر.