«لا يوجد شيء اسمه بلد فقير، يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد».. جملة اقتبسها الإعلامي يسري فودة من الفيلسوف نعوم تشومسكي للرد على الرئيس السيسي الذي قال خلال مؤتمر الشباب المنعقد في محافظة أسوان «إحنا فقراء قوي». وأشار السيسي إلى أن أهل الشر يخططون من أجل إيذاء المصريين، قائًلا: «يا ساتر على أهل الشر وتخطيطهم وترتيبهم لإيذائنا كلنا، ويقولك خالي بالك ده مش سائل فينا خالي بالك ده ما بيعلمكش، لكن لم يقل لك، خالي بالك إنك فقير قوي، ياريت حد يقولكم إن إحنا فقراء قوي، لكن بقولهم برغم فقرنا، هانطلع لقدام ونبقى كبار». كلمات السيسي أثارات تساؤلات: هل مصر بالفعل دولة فقيرة أم أن سوء إدارة موارد الدولة جعلتها فقيرة، خاصة بعد تأكيدات الحكومة وصندوق النقد الدولي أن الاقتصاد المصري يسير علي الخطى الصحيحة، وأن برنامج الإصلاح الاقتصادي سيتقدم بمصر إلي الأمام؟ وقال رائد سلامة، الخبير الاقتصادي، إن البنك الدولي يعرّف الدول الفقيرة بالتي يقل فيها متوسط دخل الفرد سنويا عن 600 دولار، ويكون بها قصور واضح في الخدمات المقدمة لأفراد مجتمعاتها في مجالات الصحة والتعليم والغذاء والمأوى، متابعا: "بهذه المعايير، فإن مصر فعلاً تعد دولة فقيرة، خاصة بعد تعويم الجنيه؛ لأن المعادل ل600 دولار سنويا، صار الآن بعد التعويم 11 ألفا و500 جنيه، بعدما كان 5 آلاف جنيه، وهذا معناه أن مزيدا من المواطنين انتقلوا عمليا إلي مرحلة الفقر". وأضاف سلامة ل"البديل": "إننا مُفقرون بفعل فاعل، ولكي نخرج من الدائرة، علينا تحليل أسبابها التي تتلخص سريعا في الفساد الذي يلتهم موارد البلد على تنوعها، والسطحية والغرق في الخرافة والوهم وعدم الأخذ بالعلم الحديث في التعامل مع تنمية موارد البلاد وحسن استغلالها حتى تتوزع عوائدها بشكل عادل على جميع المصريين، فلا يكون هناك فقراء بمعايير البنك الدولي، فضلا عن غياب المناخ الديمقراطي المنفتح على الجميع دون استثناء حتى يمكن استغلال أهم ثروات مصر حاليا، وهي الثروة البشرية لتحقيق التنمية لا فقط النمو". وأشار الخبير الاقتصادي إلى ضرورة تنمية وسائل الإنتاج واستغلال الموارد الطبيعية كالمعادن مثل الذهب والنحاس والحديد، والطاقة الشمسية التي يمكنها أن تكفينا ونصدرها للعالم لمدة 365 يوما في السنة حسبما تؤكد الوثائق البريطانية، لافتا إلى دراسات ممتازة، بحسب وصفه، قدمها الاستشاري الهندسي ممدوح حمزة والمهندس محمود أبو سيف، في هذا السياق، لكن أحدا لم يهتم. واختتم سلامة بأن مصر ليست أبدا دولة فقيرة بحكم الموقع الجغرافي والموارد الطبيعة والقدرة البشرية، وإطلاق الحريات السياسية العامة والخاصة، والانفتاح علي كل القوي لبناء المجتمع، ومحاربة الفساد، والخروج من أسر البيروقراطية، ورفض الخضوع لتعليمات صندوق النقد، مفتاح الحل، فلا يجوز وصف المصريين ب"فقراء أو فقراء قوي"، في حين نتمتع بثروات يتم إهدارها وسرقتها ويُساء استخدامها كل لحظة.