عاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لقطاع غزة، بعد جولة تضمنت عددا من الزيارات الدبلوماسية لأكثر من دولة عربية وإسلامية، اختتمها هنية بجولة حوار مع مسؤولين مصريين. وقال هنية، فور وصوله، في تصريحات أدلى بها، "إن هذه الزيارات ترسخ العمق العربي والإسلامي لقضيتنا الفلسطينية، إضافة لتنسيق المواقف مع الأشقاء العرب، الذين هم على خط التماس المباشر مع قضيتنا". ووصف هنية زيارته لمصر بأنها "ناجحة، حيث كشفت عن طبيعة العلاقات الاستراتيجية مع الأشقاء ودور مصر المحوري في القضية الفلسطينية"، منوها بأن هذه اللقاءات والتشاروات ستستمر في المستقبل القريب، وأكد أن العلاقة بين مصر وقطاع غزة لن تتحسن فقط، بل ستشهد تطورا نوعيا خلال الفترات المقبلة، بحسب تعبيره. هذه الزيارة أثارت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فطالب العديد منهم أن يعلن هنية عن مؤتمر صحفي يدعو فيه جميع الأطراف والمواطنين، ليقدم لهم ما تخللته هذه الزيارات المطولة التي أجراها خلال الخمسة شهور السابقة، حيث طالبوا بحقهم كمواطنين في الاطلاع على ما توصل إليه من حلول تخص المشكلات التي يعاني منها المواطنون في القطاع. وفي السياق، وصف محللون سياسيون الزيارة بأنها كانت ترتيبا للأوراق بين قطاع غزة ومصر، مشيرين للتوصل إلى تفاهمات تخدم الطرفين. وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن سلسلة الزيارات التي قام بها إسماعيل هنية، تتعلق بمحادثات وتحسين للعلاقات للحركة مع بعض الدول العربية والإسلامية، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الداخلية لحركة حماس، منوها بأن هناك أزمات كثيرة لعب هنية دورا هاما للحد من تفاقمها، كمشكلة الكهرباء، التي سعى لحلها من خلال مشاوراته مع الأتراك والقطريين. وأكد المدهون، أن مشكلة الكهرباء تعد في قمة الأولوليات التي يسعى هنية لإيجاد حلول طويلة الأمد لها، مشيرا إلى أن تركيا استجابت بشكل إيجابي لحل أزمة الكهرباء. ورأى آخرون، أن عودة هنية في هذا الوقت، تشير إلى إيجابيات عديدة، آملين أن تكون هذه العودة بداية لإنهاء حقيقي وفعلي للانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للقيام بمهامها دون أي معيقات أو تخاذل من أي طرف. العلاقات مع مصر خبراء في الشأن الفلسطيني، يرون أن المباحثات التي حدثت بين الجانبين الفلسطيني الممثل بحركة حماس والمصري كانت إيجابية إلى حد كبير، حيث شارك فيها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، فقد توقع الخبراء أن تشكل هذه الحوارات بوابة جديدة لعودة العلاقات بين الحركة ومصر إلى وضعها الطبيعي، إضافة لمساهمة مصر بالتدخل لحل قضايا عالقة كثيرة شأنها تخفيف الحصار على قطاع غزة. ويقول السفير السابق والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ، إن الزيارة ستفتح أبوابا جديدة بين حركة حماس ومصر، مشيرا إلى أن أغلب الخلافات التي وقعت بين الطرفين كانت بسبب الإعلام الذي عمل على زيادة الفجوة، وأكد أن الجلوس على طاولة التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والمصري، يساعد على تلاشي سوء التفاهم، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد بالتأكيد تحسنا في العلاقات بين مصر وقطاع غزة. وأوضح أبو شرخ، أهمية الدور المصري في القضية الفلسطينية، وقال: إن مصر معنية بشدة بطيب العلاقة مع فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، وهذا ما يتضح على مدار التاريخ، حيث كانت ومازالت مصر الوحيدة التي تستطيع جمع الشمل الفلسطيني، وتساعد في تحقيق المصالحة، وأضاف أن تحسين العلاقات بين مصر وغزة سيعمل على تخفيف الاحتقان مع قطاع غزة، ما يساعد على تحسن الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي.