ظهرت حركة إم 23 المتمردة مرة أخرى في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يمثل مشكلة أمنية للرئيس جوزيف كابيلا، ويهدد البلد الإفريقي بفوضى جديدة. وقال موقع ذي إيست أفريكان: "عندما قالت العاصمة الكونغولية كينشاسا إن مجموعة من متمردي إم 23 عبروا الحدود من أوغندا واستولوا على قرية في المنطقة الشرقية، ونفت الأخيرة الأمر، اضطرت إلى الاعتراف بعودة متمردي إم 23 مرة أخرى يوم الخميس الماضي، وأكدت العاصمة الأوغندية كمبالا أن هناك 400 من أعضاء جماعة المتمردين المعتقلين كانوا قد هربوا وهجموا على قاعدة عسكرية في غرب أوغندا، في حين ألقي القبض على أكثر من 100، بينما كانوا يحاولون عبور الحدود إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية". وأضاف الموقع أن الحكومة الأوغندية ترغب في إطلاع الجمهور والمجتمع الدولي أن متمردي إم 23 التي تم إيواؤهم في مدرسة التدريب العسكري في حي إيباندا منذ اتفاق عام 2014، هربوا بهدوء وتسللوا إلى عامة الناس وبعض الأماكن المجهولة. وتابع: "يبدو أن ظهور الجماعة المتمردة من جديد قد يعمل على اضطراب العلاقات بين أوغنداوالكونغو الديمقراطية؛ حيث أصبح الأمن الأوغندي أكثر حذرا وعنفا مع الوافدين من الكونغو خوفا من تسلل الإرهابيين إلى البلاد، وبالفعل استطاع الأمن الأوغندي اعتراض حاملة كبيرة بها 101 مقاتل من جماعة إم 23، الذين تنكروا في ملابس الركاب العاديين، وكانوا معتقلين في ثكنات بيهانجا". وأكد «ذي إيست أفريكان»، أن المتمردين بذلك يكونوا قد أخلوا باتفاقية عام 2014 والبروتوكولات الموقعة مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويبدو أنهم منذ توقيع الاتفاقية يخططون لخرقها والعودة من جديد، حيث انقسموا إلى قسمين فر بعضهم إلى رواندا كلاجئين، وبعضهم إلى أوغندا، وبدلاً من الانخراط وسط الشعب تدربوا سرا استعدادا للعودة، وكان من المخطط أن يعودوا باسم مختلف، لكن ملفاتهم السابقة في صفوف إم 23 كشفت عن هويتهم. أسباب العودة برر المتمردون عودتهم بأن الشروط التي وضعت في اتفاق سلام ديسمبر 2013 لم تلب طلباتهم، والسبب الآخر لعودتهم هو بقاء الرئيس كابيلا في السلطة رغم انتهاء فترة ولايته، وما سهل عودتهم أيضا وجود مجموعات انفصالية موالية لهم داخل الكونغو الديمقراطية، كانوا في أوغندا ورواندا، ورفضوا العودة إلى أوطانهم. والجدير بالذكر أن حركة إم 23 هي جماعة مسلحة متمردة متمركزة في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديقمراطية، وتنشط أساسا في شمال كيفو، وتنخرط حاليا في النزاع مع الكونغو، الذي أدى إلى نزوح أعداد ضخمة من السكان في 20 نوفمبر 2012. وتأسست الحركة في 2 أبريل 2012 عندما انقلب حوالي 300 جندي، غالبيتهم أعضاء سابقين في المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب، على الحكومة الكونغولية؛ بسبب مشكلات الفقر في الجيش وعدم رغبة الحكومة في تنفيذ اتفاقية السلام في 2009، واتهم الجنرال بوسكو نتاكاندا، بقيادة المجموعة، وطالب الرئيس كابيلا بالقبض عليه في 11 أبريل 2012، وهددت الحكومة بنشر الجنود السابقين في المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بعيدا عن شمال كيفو قبل دخول معاهدة السلام في حيز التنفيذ، مما دفع العديد من الجنود للفرار من الجيش وتأسيس حركة 23 مارس المعروفة باسم ام 23. وتتكون حركة 23 مارس بصفة أساسية من التوتسي وتعارض مليشيا القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التابعة للهوتو، بالإضافة إلى منطقة ماي ماي تجمع المليشيات.