تسود حالة من فقدان الثقة والأمل لدى مواطني الدقهلية، بعدما طال انتظارهم لتنفيذ وعود المسؤولين بإنشاء مدينة المنصورة الجديدة، والتي أعلن عنها المحافظان السابق والحالي للدقهلية ورئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب واللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأيضًا قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها من ضمن خمس مدن جديدة، واعتبرها الأهالي نقلة جديدة لهم ولأبنائهم، خاصة محدودي الدخل وفتح أبواب للعمل للقضاء على البطالة. ومع تكرار وعود المسؤولين ببدء العمل فى المدينة وتخطيطها وفتح باب التخصيص للوحدات السكنية لمحدودي الدخل هناك، تبين أنها مجرد كلام وحلم بات صعب تنفيذه. حيث أعلن عمر الشوادفي، محافظ الدقهلية السابق، في 14 يناير 2015، عن موافقة المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة على تخصيص أربعة آلاف فدان على الطريق الدولي الساحلي بين مدينة جمصة وحدود مدينة كفر الشيخ؛ لإنشاء مدينة المنصورة الجديدة، كما أكد أن إنشاء المدينة سيتم باستثمارات ذاتية تزيد على 60 مليار جنيه، ومن المنتظر أن تستوعب المنصورة الجديدة مليون مواطن على مدى 20 عامًا، وتوفر 60 ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، مؤكدًا انتهاء هيئة التخطيط العمراني من أعمال الرفع المساحي، وإعداد المخطط التفصيلي لهذه المدينة. من جانبه صرح حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية الحالي، في 27 يوليو 2015، بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء على تخصيص مساحة 7606 أفدنة لإقامة مدينة المنصورة الجديدة، نافيًا وجود أي قرارات تخصيص سابقة، مؤكدًا أن المدينة حلم المواطنين منذ عدة سنوات، وأن الحلم سيصبح حقيقة، وستكون المدينة الجديدة من أفضل المدن على مستوى العالم، وستضم قرى سياحية وإسكانًا اقتصاديًّا ومتوسطًا وفوق المتوسط، مع الالتزام بطابع يميز المدينة من ارتفاعات وألوان وتصميمات وطرق وبنية تحتية، وأكد أنه سوف يتم الإعلان خلال شهر عن مسابقة دولية لاختيار أفضل تصميم وتصور معماري للمدينة الجديدة، لنستفيد من تجارب الجميع. كما أكد أن الأولوية في المدينة ستكون للطبقة الكادحة ومحدودي الدخل، وتشغيل العاطلين، وإقامة أماكن وتجمعات (استثمار- تعليم- صحة- سكن بجميع أنواعه- قرى أوليمبية- أماكن تجارية)، مشيرًا في تأكيده إلى أنها ستكون نقلة حضارية يتحقق بها حلم 6.5 مليون مواطن من أبناء الدقهلية. وبتاريخ 23 ديسمبر 2015 عاد ليؤكد أنه تم مخاطبة هيئة العمليات العسكرية لإعداد الدراسة العسكرية المطلوبة على استغلال مساحة 7606 فدادين؛ لتحديد مدينة المنصورة الجديدة وموافاة المحافظة بقيود الارتفاعات، وفي ذات السياق أكد مخاطبة جامعة المنصورة؛ لتشكيل لجنة من خبراء البيئة بالجامعة، لإعداد تقرير بالأثر البيئى لموقع المدينة، مضيفًا في تأكيده أنه أصدر قرارًا بتشكييل مجلس أمناء للمدينة، يتولى كافة الأمور المتعلقة بتنفيذ المشروع. وأشار المحافظ إلى أنه بتاريخ 26 ديسمبر 2015 طلبت هيئة القوات المسلحة خرائط ولوحات مساحية أصلية حديثة، وتم بالفعل إعداد الخرائط المساحية المطلوبة على المساحة المخصصة للموقع والإحداثيات، وذلك في 3/11/2015، وتم مخاطبة الهيئة العامة للتخطيط العمراني للتعاون مع المحافظ؛ لإعداد المخطط الاستراتيجي للمدينة الجديدة. وبتاريخ 3 يوليو 2016 قال اللواء كامل الوزيري، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ابن قرية الوزير التابعة لمركز المنصورة "الدقهلية بلدي، وهي من أكبر المحافظات التي ليس لها ظهير صحراوي، وشعبها طموح، ويستأهل الكثير، والمنصورة الجديدة المتنفس الوحيد لهم، وإن شاء الله سنعمل لها تخطيطًا عامًّا على أعلى مستوى، والدقهلية بها استشاريون عظام، ونحن جاهزون للمساعدة بلا مقابل، وسيكون هناك 5 آلاف وحدة إسكان اجتماعي بالمنصورة الجديدة، سيقوم بافتتاحها الرئيس السيسى بنفسه". وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفال بموسم حصاد القمح بالفرافرة، أنه تم تخصيص أراضى ل 6مدن جديدة على مساحة مليار متر مربع شرق بورسعيد، والإسماعيلية الجديدة، والسويس الجديدة، والعلمين الجديدة، والعاصمة الإدارية، والجلالة، ومدينة المنصورة الجديدة، وتعتبر مشروعات قومية كبرى. ورغم كل تلك التصريحات، إلا أن المشروع لم تظهر ملامحه على أرض الواقع، ولم يعد ضمن المشروعات القومية، ويتساءل مواطنو الدقهلية: هل ما زال هناك أمل فى إقامة المنصورة الجديدة؛ حتى تفتح لنا أبواب الرزق والحياة الكريمة؟