حالة من الإهمال تضرب مسجد الأمير الكاشف الكبير في مدينة منفلوط بأسيوط، والمبني على الطراز العثماني؛ حيث يعاني من تشقق الجدران والأرضيات، ما أدي إلى طمس بعض الآثار التاريخية بالمسجد. «الأمير الكاشف» يعد من أقدم المساجد التاريخية في أسيوط، ويرجع تاريخ تشييده إلى أربعة قرون من الزمن، ومبنى على الطراز العثماني، وتظل عظمة التشييد ظاهرة في مئذنة المسجد والساحة والمنبر، لكن إهمال ترميم المسجد قد يقضي على هذا التراث. وقال الشيخ أحمد الحواتكي، أمام المسجد، إن المسجد يحتاج إلى ترميم الحوائط التي تآكلت بفعل الرطوبة، وطمست أجزاء من التراث العثماني، دون تحرك من مسؤولي هيئة الآثار، بل رفضوا أي عملية إصلاح وترميم تتم من قبل الأهالي والمتبرعين. وعلى الجانب الآخر، قال حشمت صابر، مدير الآثار الإسلامية بأسيوط، إن مسجد الكاشف الكبير يخضع لهيئة الآثار، وتقدم الأهالي بطلب لترميمه على نفقتهم الخاصة، وتتم دراسة الطلب، وهناك محاولات عديدة لوضع المسجد في ميزانية العام الجديد 2017 . ويقع المسجد في ميدان أبو النصر بمدينة منفلوط، وتطل واجهته الشمالية على شارع الأمير على كاشف جمال الدين، ويرجع تاريخ إنشائه إلى سنة "1176ه 1762 م"، وهذا التاريخ مثبت على لوحة رخامية أعلى المحراب، كما كتب عليها أيضا اسم منشئ الجامع الأمير على كاشف جمال الدين، والجامع عبارة عن مساحة مربعة الشكل طول ضلعها 19,50 متر مربع. والجامع يتميز من الداخل بعدة زوايا منها "جدار القبلة" الذي يبلغ طوله 19,50م، وتتوسطه انحناءة المحراب، وعلى اليمين، واليسار، يوجد شباكان على ارتفاع حوالي 0,70 م، ويغلق على كل شباك درفتان من الخشب خاليتان من الزخرفة، ويغشى كل شباك مصبغات من خشب الخرط، ويفتح الشباكان على مقبرة الأمير الواقعة خلف جدار القبلة. ومحراب الجامع الداخلي الذي يتوسط جدار القبلة به انحناءة نصف دائرية إتساعها1,70م، يوجها طاقية معقودة بعقد نصف دائرة من الطوب المنجور، يرتكز على عمودين مثمنين من الرخام، ولكل عمود تاج بصلي الشكل، وزخارف أعلى المحراب بالطوب المنجور مكونة أشكال نجمية. ويعد المنبر بمثابة ركن مميز لأي جامع "طابع أثري"، حيث يقع على يمين المحراب، ويبلغ طوله حوالي 3,90م، وعرضه0.60م، وارتفاعه 4,25م، ويتكون من ريشتين، وصدر، وبالصدر باب المقدم وهو ذو شكل دائري مكون من ستة شرائح تفتح إلى الداخل، وتكون نصف دائرة عند إغلاقها، ويفضي باب المقدم إلى سلم من ثمانية دراجات ينتهي بجلسة الخطيب، يحيط بها جوسق (الحصن أو البيت الصغير)، يعلوه قبة لطيفه ذات ثمانية أضلاع، يحيط بها إفريز (الحائط)، من شرفات مسننة. ويلحق بالجامع مقبرة الأمير علي كاشف، وتقع بجواره من الجهة الجنوبية، ويفتح عليها شباكان على يمين ويسار المحراب، حيث يفتح الشباك الأول على المقبرة ويفتح الثاني على مصلى للأموات، وهي عبارة عن مساحة مستطيلة تمتد بطول المقبرة، وبعرض حوالي 4,16 م. ويدخل للمقبرة عن طريق باب مجاور لجدار القبلة يؤدي لمصلي الأموات المذكورة ويدخل من مصلي الأموات إلى المقبرة، حيث توجد المقبرة الرئيسية بالركن الشمالي ملتصقة بجدار القبلة خلف المحراب، وبالمقبرة أربعة أضرحة، عليها تركيبات مستطيلة من الرخام، يعلوها شريط من الكتابات القرآنية، يبدأ من واجهة الضريح بالبسملة وأية الكرسي، وتدور الكتابة مع الأضلاع الأربعة داخل خرطوشات، بالخط النسخ، بطريقة الحفر البارز.