بدا ممثلو أكراد سوريا منقسمين حول ضرورة اللجوء إلى تدخل عسكري دولي للإطاحة بنظام بشار الأسد على غرار الإطاحة بنظام معمر القذافي. وشارك حوالى 210 من أكراد سوريا قدموا من 25 بلدا السبت والأحد في مؤتمر في أربيل شمال العراق، المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع حسب الدستور العراقي. وأدان المؤتمر في ختام أعماله في بيان “العنف المستخدم من قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين مؤكدا أهمية التسامح والتعايش بين الشعب الكردي والمكونات السورية الأخرى”. كما شدد على أهمية التعاون “بين الأكراد في داخل سوريا والأكراد في الخارج”. وأكد جواد الملا سكرتير المؤتمر الوطني الكردي في سوريا والذي دعا إلى “إقامة حكومة كردية في سوريا”، تأييده الكامل لعملية عسكرية أجنبية ضد سوريا. وقال إن “التدخل الدولي هو الحل الوحيد ولدينا تجربة لأن نظام صدام حسين لم يكن ليزول لولا التدخل الخارجي”. ويلمح الملا بذلك إلى الغزو الذي قامت به دول التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة وأطاحت بنظام حزب البعث في العراق الذي تزعمه صدام حسين لقرابة ثلاث عقود، في أبريل 2003. وقال جواد الملا إن “البعث السوري هو نفس البعث العراقي ولا يمكن لأحد أن يزيحه إلا التدخل الخارجي فهو الحل الوحيد”. وفي ما يتعلق بسحب مراقبي الجامعة العربية من سوريا، قال الملا أن “سحب المراقبين خطوة جيدة جدا لأن وجودهم كان سيعمل على إطالة وجود النظام”. أما سعد الدين الملا عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي (اي الديموقراطية باللغة الكردية)، فقال إن “التدخل الدولي موجود أصلا بوجود إيران وتركيا ولا بد من قيام مجلس الأمن باتخاذ قرار وفقا للبند السابع لتجنب الفيتو الروسي والصيني”. ويسمح البند السابع لمجلس الأمن الدولي باتخاذ قرارات لتحقيق السلام الدولي، بينها استخدام القوة العسكرية. كما أعرب حميد درويش سكرتير الحزب التقدمي الكردي في سوريا عن أمله باللجوء إلى مجلس الأمن في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة. وقال “إذا لم تحل الأمور عن طريق الجامعة العربية فإن الأمور ستتجه إلى مجلس الأمن الذي لا يمكن أن يقف متفرجا إلى ما لا نهاية”. لكن الحزب الديموقراطي الكردي (البارتي) بدا أكثر تحفظا. وقال عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب ان “الوقت ما زال مبكرا للتدخل الدولي”. وأضاف “أعتقد إن الحل الوطني سيكون أفضل إذا توافق مع ضغط دولي سياسي واقتصادي وإعلامي ودبلوماسي”، مؤكدا ضرورة “البحث عن حل وطني في البداية وفي حال فشل ذلك سنبحث عن الحلول العربية والدولية”. ويرى بشار أن موقف الجامعة العربية “غير واضح وليس كما كان موقفها في تونس ومصر وليبيا، فقد كانت حازمة منذ البداية”. وعقد مؤتمر الأحزاب السياسية الكردية السورية الذي استمر يومين بدعم من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من أجل وحدة أكراد سوريا داخل وخارج البلاد. ويمثل الأكراد 9% من الشعب السوري. وهناك 12 حزبا كرديا محظورا، كلها علمانية وأكثرها تأثيرا حزب يكيتي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (بارتي) وحزب يزيدي الكردي والاتحاد الديمقراطي (القريب من حزب العمال الكردي). ويطالب الأكراد الذي يقولون إنهم ضحايا سياسة تمييزية منذ عقود، بالاعتراف بلغتهم وثقافتهم ويطالبون بمعاملتهم كغيرهم من السوريين.