رحب شعب موزمبيق بوقف إطلاق النار سبعة أيام لإنهاء القتال بين مقاتلي المعارضة رينامو والحزب الحاكم الذي يرأسه فريليمو، حيث كان زعيم رينامو أفونسو دلاكاما، أعلن وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء الماضي؛ للسماح للجمهور بالاستمتاع باحتفالات السنة الجديدة. تأتي الهدنة بعد تصاعد القتال الذي شرد الآلاف، حيث أجبر اكثر من 15 ألف شخص على الفرار من القتال الدائر بين مقاتلي معارضة رينامو والحزب الحاكم ، ورغم أن الهدنة تعتبر بداية مباشرة قد تقود للسلام والتفاهم، إلا أن الجانبين يفقدوا الاستعداد للعيش معاً، كما يبدو من الطرفين أن كلا منهم يرفض قبول الآخر. قال موقع أفريكان إيست، إن الوسطاء الدوليين أصيبوا بخيبة أمل بعد فشلهم في تقارب وجهات النظر بين الطرفين المتصارعين واتسعت الهوة وسط جهود الوساطة وحتى الآن فشلت المفاوضات وتعثرت لأن كلا الطرفين متمسكان بمواقفهما وكل طرف لا يريد تقديم أي تنازلات، لذلك وصلت كل الجهود الدولية لإنهاء الصراع إلى طريق مسدود. وتابع الموقع أن أفونسو دلاكاما زعيم رينامو يريد الحق في ترشيح محافظين من رينامو في ست محافظات، خاصة بعد أن فازت المعارضة على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات عام 2014 المتنازع عليها، كما يريد مقاتلو رينامو الحق في الالتحاق بالجيش والشرطة، أما حكومة فريليمو فتقول: حتى نسمح لهم بذلك، عليهم نزع السلاح أولاً، لكن مطالب رينامو تلك، محاولة للفت الانتباه وإرسال رسالة مفادها أنهم مازلوا موجودين. وأضاف الموقع أن رينامو كان بيديها أن تكسب تعاطف الناس ودعمهم لولا الدعاية السلبية التي قالت إن مسلحين رينامو تقوم بهجمات على القوافل الحكومية والسيارات المدنية على الطرق في موزامبيق، والتي غالباً ما نفذت تلك الهجمات من قبل جنود الحكومة. سبب الاضطرابات رغم أن المعلن في هذا الصراع أن أسبابه سياسية بحتة، إلا أن هنا عاملا آخر وراء الاضطرابات، وهو لعنة الموارد التي أججت الصراع؛ حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على احتياطيات الغاز الجديدة التي تم اكتشافها في البلاد، كما أن موزمبيق مستعدة لتطوير الاكتشاف البحري الضخم الذي تأمل الحكومة أن يساعد في تحويل البلاد إلى دولة ذات دخل متوسط. وقال الموقع إن الغاز هو السبب الرئيسي للحرب، حتى أصبح لدى الشعب شعور بلعنة الموارد، لأن الحكومة السابقة الخاصة بأرماندو جويبوزا اقترضت مبلغا ضخما على أمل أنه سيتم سداده من عائدات الغاز، وأدت هذه الخطوة إلى أن يعلق صندوق النقد الدوليالمساعدات لهذا البلد في أبريل من العام الماضي. وعمل عجز الحكومة عن السداد على تعزيز فرص رينامو في عام 2014 والذي جعل زعيم المعارضة افونسو دلاكاما يحصل على 30٪ من الأصوات بعد الرئيس فيليبيالذي حصل على 63% ومنذ ذلك الحين، ظلت رينامو هادئة، لكنها تريد شيئا في المقابل، ألا وهو الحق في نسبة بالغاز، ليشتد الصراع لأن الحكومة تعتبر رينامو جماعة خارجة على القانون، أما الشعب فينتظر السلام.