يزور وفد من الكنيسة المصرية برئاسة تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليونان في زيارة رسمية لمدة 4 أيام، وتعد الأولى بعد قطيعة دامت نحو 25 عاما، بعدما كانت الكنيسة اليونانية إحدى أقرب الكنائس لنظيرتها المصرية؛ لاشتراكهما في الجانب العقائدي «الأرثوذكسية». وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، من المقرر أن يزور البابا، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأثينا، بالإضافة إلى تدشين كنيسة قبطية جديدة وافتتاح مبنى خدمات تابع لها، كما سيلتقي تواضروس، خلال زيارته الرعوية لليونان، البطريرك ايرينموس الأول، رئيس أساقفة أثينا وعموم اليونان، وعدد من المسؤولين في الحكومة اليونانية والبرلمان، بجانب زيارة متحف أثينا الوطني. وأكدت الوكالة أن البابا تواضروس سيرأس بعد غد السبت، صلاة العشية في كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس بمنطقة مينيزي في أثينا، وصباح الأحد، سيدشن الكنيسة، ويرأس صلاة القداس الإلهي بها بمشاركة نيافة الأنبا بافلوس، أسقف اليونان وعدد من الأساقفة. وقال الدكتور كمال زاخر، المفكر القبطي، إن زيارة البابا تواضروس لليونان تعد الأهم في محاولات عودة للعلاقات بين الجانبين، بعدما مرت بسلسلة من الأزمات بداية من القرن الخامس أثناء الانشقاق الكبير الذي حدث للكنيسة، وانتهى بانقسام الكنيسة الأرثوذكسية إلى "عائلة الكنيسة المصرية"، و"عائلة الكنيسة اليونانية". وأضاف زاخر أن الزيارة ستحقق عودة العلاقات التي تجمدت منذ 25 عاما بسبب خلافات عقائدية ولاهوتية وتراكمات تاريخية حدث خلال هذه الفترة، كما تهدف إلى تمهيد الطريق بين أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من ناحية وباقي الكنائس بشكل عام، مؤكدا أن الزيارة في كل الأحول، إيجابية، ومن شأنها إحداث تقارب في وجهات النظر. وأوضح جمال أسعد، الكاتب القبطي، أن الكنيستين اليونانية والمصرية، عضوتان في الكنيسة الأرثوذكسية، وهناك حالة من التقارب في وجهات النظر وإنهاء الخلافات التي كانت موجودة، واصفا زيارة تواضروس ب«إيجابية» تحسب للبابا، خاصة أنها ليست الأولى له؛ حيث سبق وزار روسيا والأردن والقدس، ما يصب في صالح تعزيز العلاقات ونبذ الخلاف بين الجميع.