كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية على لسان ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله إن "الجيش سيتسلم أول طائرتين من طراز F-35في 12 ديسمبر الجاري الساعة 2:00 ظهرًا في قاعدة نيفاتيم العسكرية، وستصبح الطائرتان جاهزتين لنشاط عملياتي خلال 6 أشهر، حيث تشكلان قفزة نوعية بالنسبة لسلاح جو الجيش؛ لأنهما ستمكنانه من الوصول إلى أهداف بعيدة عن إسرائيل، إضافة إلى مواجهة صواريخ باليستية". وتُعتبر هذه الطائرة من أكفأ المقاتلات الحربية على مستوى العالم، وهي من الطراز الخامس، وتبلغ تكلفة الواحدة منها ما يُقارب المائة مليون دولار. وتأتي هذه الدفعة في إطار صفقة أبرمتها قيادة الاحتلال مع الولاياتالمتحدة قبل عدة أسابيع، والتي تهدف إلى حفاظ الجيش الإسرائيلي على قدراته الجوية في المنطقة، لما لهذه الطائرات من ميزات تمكنها من تكوين عنصر قوة في سلاح الجو الإسرائيلي، حيث تحتوي على أنواع مختلفة من القنابل، منها القنابل التليفزيونية الموجهة، والقنابل الموجهة الليزرية، والقنابل غير الموجهة، وصواريخ جو جو، وجو سطح، وهي ذات قدرة قتالية فائقة جدًّا عن طائرات F16التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي عادة في حروبه، وخصوصًا ضد قطاع غزة؛ لما لها من قدرة على القيام بعمليات مختلفة، مثل الاغتيالات للقيادات الهامة، وتدمير أحياء سكنية بأكملها. وبهذا يكون مجموع الطائرات التي ستمتلكها إسرائيل من هذا النوع ما يقارب 50 طائرة، ما يدفعنا للتساؤل: هل ستكون غزة في فوّهة البركان، الذي تتزايد حدته مع تزايد الاستعدادات التي يقوم بها الاحتلال بين الحين والآخر؟ في هذا الإطار قال الباحث في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر إن "إسرائيل لن تنفك عن استخدام أقوى الأسلحة المحرمة دوليًّا، فلا يوجد محرم وموانع في قاموسها العسكري"، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال سيستخدمها في أي حرب مع قطاع غزة حال اندلاعها، واستشهد باغتيال القيادي صلاح شحادة كمثال، قائلًا "قام الجيش الإسرائيلي في عام 2002 باستخدام أطنان من الصواريخ لاغتيال الشهيد القائد في كتائب القسام، صلاح شحادة، وقامت بتدمير مربع كامل في حي الدرج بغزة، لإنجاز مهمة اغتياله، وكان ذلك سابقة في تاريخها عندما استخدمت F16، لأجل ذلك الغرض"، وأشار إلى أنه مع حلول عام 2018 سيكون لدى إسرائيل أسطول من مقاتلات F35، وسيصل عدد المقاتلات إلى 50 مقاتلة وفق ما صدق عليه البنتاجون الأمريكي". وقال الناشط محمد التلولي ل "البديل" إن "إسرائيل طالما عودتنا على الانتهاكات الإنسانية والأخلاقية في حروبها المتفاوتة على قطاع غزة، وهذه القدرات العسكرية تحرص إسرائيل دائمًا على اقتنائها؛ لبقاء هيمنتها الإمبريالية برعاية أمريكية في المنطقة، ونحن نعتبر الإدارة الأمريكية هي المسؤولة تاريخيًّا عن إبقاء إسرائيل على هذا المستوى من القوة، حيث غالبًا ما كان الأطفال والمدنيون والأبرياء هم من يدفعون الضريبة، وهم من يتصدرون فوهة المدافع والقنابل الإسرائيلية على مدار ثلاث حروب شهدها قطاع غزة، وعلى مستوى البطش الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا طيلة مدة اللجوء منذ العام 1948". وشدد التلولي، في رسالة للقيادة الفلسطينية، على أنه "يجب على القيادة السياسية والعسكرية أيضًا في غزة والضفة أن تنظر بعين الاعتبار لهذه التطورات في ممتلكات الجيش الإسرائيلي، والتفكير جديًّا في أنهم أمام عدوٍ يتجهز كل يوم لحرب البقاء، بينما بات الفلسطيني ينتظر الكهرباء ومقومات الحياة الضرورية ولا يجدها"! وأضاف التلولي "أنا كشاب فلسطيني ومن غزة تحديدًا؛ لم تعد ترهبني هذه الأخبار، وفعليًّا لا يوجد اختلاف إن مت بطلقة من بندقية مرتزق في الجيش الإسرائيلي، أو مت بلهيب قنبلة تليفزيونية من طائرة الإف 35". وأكد الباحث السياسي الفلسطيني أمين عابد ل "البديل" أن "العالم لن يسمح بالمساس بأمن إسرائيل وعلى رأسهم أمريكا. لذلك سيقدم لإسرائيل أحدث ما توصل إليه العلم العسكري من وسائل قتالية، وهذه الطائرات التي تقدم لإسرائيل تأتي في هذا الإطار، وأمريكا لم تُفاجئنا في صفقتها الأخيرة مع الاحتلال، فنحن شهدنا التعاون العسكري الأمريكي مع إسرائيل طوال مراحل المواجهة مع الاحتلال، وفي حال ارتكاب الاحتلال أي تجاوزات أو جرائم إنسانية باستخدام هذه الطائرات في قصف المدنيين العُزَّل في غزة كما فعل عشرات المرات، فأنا أيضًا لا أرى أنه سيكون هناك أي تغيير في السياسة الدولية تجاه إسرائيل، وفي سياسة دول المنطقة العربية والإسلامية أيضًا". وتابع "بالتأكيد لن تفكر إسرائيل مرتين في استخدام هذا السلاح المتطور ضد الفلسطينيين بقطاع غزة إذا ما استشعرت خطر المساس بأمنها، وفي اعتقادي أن إسرائيل في الوقت الحالي تتبع سياسة الاحتواء والترويض تجاه حماس وقطاع غزة، وطالما أن حماس لا تبادر على الأقل في المرحلة الراهنة على التصعيد مع إسرائيل، لا أتوقع أن تقوم إسرائيل بحرب إلا في إطار عمليات الردع التي تحاول من خلالها إرسال رسائل للمقاومة". وأضاف عابد "يجب على الفلسطينيين أن يوقنوا أن ملاذهم الأول والأخير هو النهوض بأنفسهم أولًا، قبل الحديث عن التفاوت العسكري، فهذا مفروغ منه منذ عقود، ولكن الأجدر بالقيادة الفلسطينية في غزة والضفة أن تعود إلى رشدها، وتعيد توحيد الصف الفلسطيني؛ للنهوض بالجبهة الداخلية أولًا، فنحن أمام حالة شعبية سيئة، وأمام مطالب حياتية أساسية يعجز أهل غزة عن إيجادها".