تحاول القوات الإسرائيلية التوغل إلى بعض مناطق غزة، وتركز على المحورين الشمالي والشرقي، إلا أنها لم تفلح منذ إعلانها الاجتياح البري، “المحدود”، للقطاع. ويؤكد المقاومون أن الاحتلال “سيتعلّم درساً لن ينساه في غزة، لأن الأرض ستتحول إلى مقبرة الغزاة، ولن تستطيع إسرائيل الخروج من وحل غزة”. فقد صدّ مقاومون فلسطينيون، فجر الجمعة، أكثر من محاولة لقوات إسرائيلية خاصة كانت تنوي التوغل على الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، الملاصقة للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ما أجبر هذه القوات، التي استخدمت القنابل المضيئة، على التراجع. وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنها فجرت أربع عبوات مضادة للأفراد في عناصر قوة إسرائيلية خاصة، شمال بيت لاهيا، بعد وقوعها في كمين. وقالت مصادر خاصة، ل”العربي الجديد”، إن المقاومة تصدت لمحاولة توغل بري في بلدتي بيت حانون، شمالي القطاع، وأمطرت القوات الخاصة بعشرات الصواريخ المضادة وبنيران رشاشة، ما أجبرها على التراجع إلى الأماكن التي قدمت منها. وفي السياق، تصدى مقاومون لمحاولات توغل إسرائيلي شرقي حيّ الشجاعية وشرقي مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي القطاع، ولم ينجح جنود الاحتلال في التقدم إلى أي مكان في القطاع، رغم الغطاء الجوي والمدفعي الذي كان يرافق محاولات التوغل. وكان متحدث باسم جيش الاحتلال قال، في وقت سابق، إن قوات برية بدأت بالدخول إلى القطاع بدءاً من مساء الخميس، بهدف القيام بعملية برية محدودة لمكافحة الأنفاق، بمشاركة قوات من سلاح المشاة والمدفعية والهندسة والاستخبارات، وبالتعاون مع جهاز الأمن العام وسلاح الجو. غير أن المقاومة ووزارة الداخلية في غزة نفت بشكل مطلق وجود أي توغل بري للقوات الإسرائيلية. فيما قال مصدر أمني، ل”العربي الجديد”، إن قوة صغيرة مكوّنة من عدة دبابات ترافقها طائرات مروحية توغلت لأمتار قليلة إلى الشرق من مدينة رفح، بحثاً عن نفق “كتائب القسام” الذي تمكنت من خلاله التسلل إلى منطقة صوفا، أمس الخميس. في غضون ذلك، كثّف الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية من عملياتها في الساعات الأخيرة، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين على الأقل، إضافة إلى عشرات الإصابات، ومنها إصابات كثيرة بالغاز السام الأبيض الذي ألقي على المناطق الحدودية. وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع، إلى 247 شهيداً وأكثر من 1861 جريحاً، بينهم العشرات في حالات الخطر الشديد. في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية ردودها على الاحتلال، إذ قصفت “كتائب القسام” حشوداً عسكرية شمال قرية أم النصر بخمسة صواريخ “107″، وكذلك قصفت حشوداً عسكرية شرق رفح بأربعة صواريخ “107″، وقصفت موقع زيكيم العسكري بصاروخي “107″ وأوفكيم بعشرة صواريخ “غراد”. وتبنت “ألوية الناصر صلاح الدين” قصف مدينة عسقلان المحتلة بثلاثة صواريخ من طراز “غراد”، فيما قصفت “كتائب المقاومة الوطنية” و”كتائب شهداء الأقصى” (مجموعات الشهيد أيمن جودة)، مستوطنة سديروت بالصواريخ. وأعلنت “كتائب المقاومة الوطنية”، الذراع العسكري ل”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، قصف زيكيم، ويد مردخاي، ونيتسنيم بخمسة صواريخ “غراد” و”107″. في سياق متصل، أكد الناطق باسم حركة “حماس”، فوزي برهوم، أن إعلان جيش الاحتلال بدء الهجوم البري على غزة يمثل خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب، سيدفع ثمنها الاحتلال غالياً، مؤكداً أن حركته وقوى المقاومة في غزة جاهزة للمواجهة. وبيّن برهوم، في تصريح مقتضب، أن العدوان البري يأتي لترميم صورة الحكومة الإسرائيلية ورفع معنويات جنودها وقياداتها العسكرية المنهارة، جراء ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة. من جهته، قال متحدث محلي باسم “سرايا القدس”، الذراع العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، ل”العربي الجديد”، إن قوى المقاومة تنتظر الدخول البري للاحتلال، لتلقين “العدو” دروساً لن ينساها، مؤكداً أن العدوان البري “فرصة لاصطياد جنود الاحتلال ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية”. في الأثناء، قدّرت شرطة هندسة المتفجرات في وزارة الداخلية في قطاع غزة أن الطائرات والقطع البحرية والمدفعية الإسرائيلية ألقت ما يزيد عن 5 آلاف طن من المتفجرات على القطاع خلال العدوان المستمر منذ 11 يوماً. وقال نائب مدير شرطة هندسة المتفجرات، الرائد حازم مراد، إن طواقم الوزارة المنتشرة في كافة محافظات القطاع أجرت مسحاً أولياً للمخلفات والقذائف التي أطلقها الاحتلال على القطاع خلال أيام العدوان. وذكر مراد أن الآلة الحربية الاسرائيلية تستخدم في عدوانها على المدنيين بغزة عدة أنواع من الأسلحة، كقذائف “GBU” الموجهة والتي تطلقها المقاتلات الاسرائيلية من نوع “F15″ و”F16″ و “F18″، فيما تطلق البوارج الحربية قذائف “الجدام” و”mk84″ الفتاكة التي تطلق في الحروب الكبيرة. وأشار إلى أن مواصفات القنبلة من موديل “MK84 2000″، أنها تزن ألف كلغ، ويصل طولها إلى 3 أمتار، بيد أن قوتها التدميرية تصل إلى 300 متر مربع. واستخدم الاحتلال غازات سامة في قصفة المتواصل، إذ تم تسجيل حالات اختناق شديدة.