في محاولة جديدة للنهوض بالمجتمع السويفي، دشن مجلس إدارة مسجد عمر بن عبد العزيز ببني سويف مبادرة لزراعة 3 ملايين شجرة زيتون على مستوى المحافظة، بالتنسيق مع قيادات من الكنيسة، وتنطلق المبادرة من المدارس ليتم تعميمها في مناطق مختلفة بمدن ومراكز المحافظة، ومن المنتظر أن تسهم بشكل كبير في إظهار الوجه الحضاري والجمالي للمحافظة، والاستفادة من ثمار الزيتون في مجالات عديدة. وافتتح المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، المبادرة بغرس إحدى أشجار الزيتون رمزًا السلام، وتمهيدًا لتعميمها بمحيط المدارس والمساجد والكنائس والشوارع والميادين، وتهدف المبادرة إلى تحقيق أهداف معنوية سامية كالأمل والسلام والحب والرخاء، بجانب الأهداف المادية والاقتصادية لثمرة الزيتون، والتي تمثل مادة خام للعديد من المنتجات بالمجالات الطبية والغذائية، ويأمل القائمون على المبادرة استخدام أسلوب علمي ووجود متخصصين بالمبادرة حتى لا تلقى نفس مصير مبادرة زراعة العديد من أشجار النخيل بشارع صلاح سالم ببني سويف، والتي فشلت جهود المحافظة بها. وقال المستشار أحمد عبد الجواد، رئيس مجلس إدارة مسجد عمر بن عبد العزيز ل«البديل»: فكرة المبادرة أطلقها المسجد بهدف الاستفادة من الشجيرات في التجميل، والحصول على إنتاجها من ثمار الزيتون وتصنيع الأخشاب، حيث يتحمل المسجد نفقات شراء الأشجار من التبرعات ويسلمها لإدارة الحدائق بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف لزراعتها في الميادين والشوارع. وأضاف الدكتور حمدي إبراهيم، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة المنيا: شجرة الزيتون قليلة الاحتياج للمياه، وتتحمل الملوحة والجير بالتربة بدرجة جيدة، وبالتالي تزرع في أنواع متابينة من الأراضي، بالإضافة إلى أنها تعتبر من أشجار المناطق تحت الاستوائية، وبالتالي تنجح في العديد من الأجواء، سواء حارة أو معتدلة أو باردة، وتمتاز ثمارها بقيمة غذائية عالية؛ لاحتوائها على نسبة عالية من الزيت، وأصناف الزيتون ثلاثة، تخليل وزيت ومجموعة تصلح للغرضين، ويتم تقسيم الأصناف على حسب الغرض من زراعتها. وأضاف ل«البديل»: فكرة المبادرة جيدة، لكن زراعة 3 ملايين شجرة ضخم، وتوفيرها يحتاج إلى تمويل، ويجب الاعتماد على أكثر من جهة، وزراعتها سهلة في حالة وجود مختصين يتابعون الأمر، ويفضل استخدام الشتلات كبيرة الحجم لسهولة نموها وسرعة تكوين مجموع خضرى جيد، وان تكون زراعتها بشهر مارس؛ نظرًا لطبيعة المحافظة الزراعية والبيئية. وأوضح أن المشكلة ستكمن في زراعة الأشجار بالطرق العمومية بالقرى، مما يعرضها للتلف بنسبة كبيرة، وسيتم تلافي الأمر عن طريق الاتفاق مع عمداء القرى ونشر الوعي لدى المواطنين عن طريق الندوات والمؤتمرات، وتلافي الأخطاء التي صاحبت التجربة السابقة المتمثلة في زراعة أشجار النخيل بالشوارع والميادين.