خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرشح الجمهوري ترامب، وطالب بإزالة اسمه من على ممتلكاته في إسطنبول، ووصفه بأنه غير متسامح مع المسلمين في أمريكا، ومع ذلك، في 9 نوفمبر الماضي، عكست الصحف التركية فرحة أردوغان بفوز ترامب. بطريقة أو بأخرى، تراجع ترامب، الذي وعد بمنع دخول المسلمين مؤقتا إلى الولاياتالمتحدة، عن تصريحاته، بعد كم الانتقادات الهائلة ضده، والآن هناك تقارير توضح أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا ستكون إيجابية خلال الفترة المقبلة. ماذا يحب أردوغان وأنصاره في شخص مثل ترامب؟، ماذا يرون فيه لتكتب إحدى الصحف التركية مقالا بعنوان "تركيا متفائلة بشأن بدء صفحة نظيفة مع الولاياتالمتحدة؟". الأمر ليس مرتبطا فقط بفكرة أن ترامب وأردوغان يتشاركان ميول الرجل القوي، وأن لديهما عداء للصحافة، واعتقادا بأن كليهما مخلص لدولته، أو أن مستشاري الأمن القومي الذين عينهم ترامب لديهم علاقت حميمة مع الأتراك، الأهم من ذلك، هو أن الزعيمين لديهما رسالة مناهضة لمؤسسات الدولة بكافة الطرق، ولهذا السبب يرى أنصار أردوغان أن العلاقات التركية الأمريكية ستتحسن تحت قيادة ترامب. ربما يكون أنصار أردوغان مخطئين، لأن الرئيس الأمريكي المنتخب لديه وجهات نظر مختلفة تماما مع أردوغان، حول قضايا مثل سوريا والعراق والإسلام، والتي تتعارض مع مصالح تركيا وآراء أردوغان الدينية. على مدى ال14 عاما الماضية، هيمن أردوغان على الساحة السياسية للدرجة التي أدت إلى تقويض سلطة العديد من الأتراك، في حين أن حزب العدالة والتنمية عزز من قوته السياسية من خلال الاقتصاد والاستثمار وخلق فرص عمل جديدة، وتأتي هنا المفارقة، حيث إن أنصار ترامب في مدينة كانساس سيتي، يأملون في أن يحقق ترامب نفس ما حققه أردوغان. هذه المتوازيات في حد ذاتها يمكنها شرح الآتي في الولاياتالمتحدة، والتشابة المتوازي أيضا بين ترامب وأردوغان، حيث يرغب الرئيس المنخب في إعادة الولاياتالمتحدة دولة عظيمة مرة أخرى. يتشابه أردوغان وترامب في أن كليهما سعى إلى الحصول على منصب الرئيس رغم رفض الكثيرين، ويحاول الأول تعديل الدستور ليناسب طموحاته، أما الثاني فترشح رغم عدم موافقة حزبه في الفترة الأخيرة. بولتيكو