كانت تركيا إحدى الدول القليلة التي أسعدها خبر فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان أول رد فعل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد فوز ترامب هو الترحيب، وقال مخاطبا منتدى رجال الأعمال فى إسطنبول يوم 9 نوفمبر، إن عهدا جديدا فتح مع الاختيار الأمريكى، ووصف المناسبة بالسعيدة. ترامب، سبق له أن أشاد بأردوغان، فى يوليو الماضى بعد تصديه لمحاولة الانقلاب، واقترح أنه بدلا من انتقاد تركيا، ينبغى على الولاياتالمتحدة اعتبار أن الدولة تحمى حريتها المدنية، وسعد كثيرا لما يجرى فى أنقرة، وفقا لتصريحاته لصحيفة نيويورك تايمز. لم يكن لدى أردوغان الكثير من التعاطف مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوبا، والذى انتقد علنا تدهور الديمقراطية فى تركيا، وبدا مترددا بشأن تسليم الداعية التركي فتح الله جولن، الذى اتهم بالتخطيط لمحاولة الانقلاب فى 15 يوليو، كما أن سياسات أوباما فى العراقوسوريا، لم تتطابق مع توقعات أنقرة، وهو ما فاقم الوضع بين البلدين. تحمل تركيا ضغينة ضد هيلارى كلينتون، لمساهمتها فى تسليح الأكراد السوريين والذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، ولكن تظل قضية تسليم جولن، إحدى نقاط الخلاف بين البلدين، فقد طالب رئيس الوزراء التركى بن على يلديرم، بتسليمه، واصفا الخطوة ببداية علاقة جديدة بين تركياوالولاياتالمتحدة. تعتقد أنقرة أن إدارة ترامب ستكون أفضل قليلا من أوباما، خاصة فيما يتعلق بتسليم جولن، ويرى مراد يتكين، المحرر فى صحيفة حرييت التركية، أن حياة جولن فى ظل ترامب ستكون أكثر صعوبة، حيث من الممكن أن يستجوب الداعية الإسلامى بسبب التبرعات التى أعطاها لكلينتون، وهي خطوة لاسترضاء أنقرة إلى حد ما، ولكن تسليمه شخصيا حتى الآن فى الغالب لن يحدث، كما أن جولن لديه فريق قانونى قوى على دراية كاملة بالقانون الأمريكى وسيدافع عنه. يعتقد أنصار أردوغان، أن المصالح الإقليمية لتركيا ستكون أفضل تحت قيادة ترامب، كما يعتقد أردوغان نفسه أن واشنطن قد تقطع دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطى ووحدات حماية الشعب الكردى فى سوريا، ولكن يبقى السؤال هنا، هل سيغير ترامب وجهة نظره تجاه الأكراد بعدما صرح لصحيفة نيويورك تايمز بأنه أحد المعجبين بالأكراد. يقول محللون إنه من غير المرجح أن يغير ترامب موقفه تجاه الأكراد لدورهم ضد تنظيم داعش فى سوريا وما يحققونه من انتصارات، وهذا سيكون أحد أسباب الخلاف بين تركياوالولاياتالمتحدة، ومصدرا لتوتر العلاقات، كما يمثل وعد ترامب بخفض المساعدات للجيش الحر مصدرا لخلاف جديد بين أنقرةوواشنطن. مشكلة تركيا هى أن ترامب لا يزال غير واضح فى كثير من القضايا، حيث دعمه القوى لإسرائيل ونهجه السلبى ضد المسلمين، كما أن رؤيته لأنقرة قد تتحول. تركيا فى ظل رئيس إسلامى وحكومته من غير المرجح أن تفعل ذلك، وبالتالى يمكن لشهر العسل بين ترامب وأردوغان أن يكون قصير جدا، لأن كلا القيادتان فى طريق متعارض بشأن القضايا الرئيسية. المونيتور