يخشى نشطاء حقوق الإنسان من مواجهة موجة قمع في منطقة الشرق الأوسط مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، خاصة أنه قد يمكن الحكام المستبدين ويقلل من دعم الولاياتالمتحدة لمبادرات الديمقراطية في المنطقة. ورغم أن إدارة الرئيس المنهية ولايته، باراك أوباما، باعت أسلحة إلى الطغاة في المنطقة، حتى أنها اتخذت إجراءات صارمة ضد المعارضين، وخيبت آمال العديد من أنصار الحقوق، لكنها ضغطت على حكومات الشرق الأوسط للحد من التجاوزات وتفعيل التغير الديمقراطي. ياتي ترامب على النقيض من ذلك، حيث أشاد فقط بالرجال الأقوياء في المنطقة، كما دعا لتعذيب المتهمين بالإرهاب وقتل العائلات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي باعتبارها وسيلة لهزيمة الجماعة المتطرفة، وأثارت خطبته غضب الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان. وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في القاهرة: "الأوقات الأكثر قمعا عشناها حين كان أوباما رئيسا"، ويضيف: "لكن بعد انتخاب ترامب الآن، الآتي أسوأ.. الولاياتالمتحدة تحت حكم ترامب ستعطي السيسي ضوءا أخضر لمزيد من القمع". في مصر، عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد الأخطر في تاريخ حقوق الإنسان الحديث، فبعدما وصل للسلطة عام 2013، سجنت حكومته الكثير من المعارضين، وبعدها أوقفت إدارة أوباما جزءا من المساعدات العسكرية للقاهرة، لكن ترامب، بعد لقائه السيسي في سبتمبر الماضي، أشاد بالرئيس المصري ووصفه بالرجل الرائع، في مقابلة مع شبكة فوكس للأعمال. يقول منتقدي إدارة أوباما إن الولاياتالمتحدة لم تضغط بالشكل الكافي على حلفائها في الشرق الأوسط لكبح جماح التجاوزات، حتى وصلت لدرجة تحرك الحكومات لسحق الانتفاضات الديمقراطية للربيع العربي. في أماكن مثل ليبيا وسوريا واليمن هناك حلة من الفوضى، وقد تحول تركيز الإدارة عنهم إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والحرب ضد داعش، وبيع مزيد من الأسلحة لمصر والبحرين. يرى النشطاء إن دعم الإدارة الأمريكية لحقوق الإنسان في عهد أوباما انحسر، لكن في نفس الوقت كان هناك فرصة للتواصل مع الدبلوماسيين وإيصال مخاوفهم، لكن في عهد ترامب، يقلق النشطاء من فكرة عدم وجود حوار من الأساس. تعليقات ترامب حول الشرق الأوسط شملت تدمير داعش وإنهاء الاتفاق النووي الإيران، وبالتالي ليس هناك ما يدل على وجود عمل حقوقي. وفي استطلاع للرأي أجري في تسع دول عربية، ونشره المركز العربي في واشنطن، وجد أن 14% فقط من المشاركين يعتقدون أن ترامب سيكون له تأثير إيجابي على سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة. في تركيا، وهي حليف أيضا للولايات المتحدة، نشطاء حقوق الإنسان غير متأكدين من التوقعات، حيث يشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة على المعارضة، وسجن عشرات الآلاف منذ محاولة الانقلاب في يوليو الماضي، وتحدث أردوغان في البداية ليهاجم ترامب لخطابه ضد المسلمين، لكنه على الفور هنأه بعد فوزه بالانتخابات، وانتقد المحتجين على انتخابه. وقال أورهان كمال جنكيز، محامي حقوق الإنسان التركي: "مع وجود ترامب في البيت الأبيض ستكون الولاياتالمتحدة أقل اهتماما بحقوق الإنسان، وأقل قلقا بشان الديمقراطية، بالإضافة إلى المجتمع المدني وأشياء أخرى، وهذه خسارة كبيرة". وأوضح جنكيز: "إدارة الرئيس أوباما انتقدت تركيا بشكل جيد، حيث المواقف الخاصة بشأن حرية التعبير والإعلام، وبعض الصحفيين أطلق سراحهم، لكن الآن نحن نخسر هذا النفوذ، وهذا شيء سيئ بالنسبة لنا". واشنطن بوست