أزمات متتالية يشهدها سوق الدواء المصري تضاعف من معاناة المرضى. آخر تلك الأزمات أزمة اختفاء عقار الأنسولين المستورد بمصر، وهو الأمر الذي يسبب إزعاجا لملايين من مرضى السكر، الذي تحتل مصر المركز التاسع عالميًا في أعداد المرضى به. المرضى خائفون سيد أحمد، أحد المصابين بمرض السكري، قال ل"البديل: أخشى أن أصحو على خبر اختفاء الأنسولين تماما، إذ ستكون تلك هي لحظة النهاية بالنسبة لي، واضاف: "أعاني من مرض السكر منذ 10 سنوات، وأتناول الأنسولين المستورد منذ إصابتي بالمرض، ولكن فوجئت منذ أيام قليلة باختفائه تمامًا، وترددت على الكثير من الصيدليات مما اضطرني لتناول الأنسولين المصري"، وأوضح أن الأنسولين المصري تركيزه خفيف مما يجعل المريض بحاجة لتناول جرعات أكبر للحصول على النتيجة المطلوبة. وقالت منيرة رياض: "لا يمكنني تخيل اختفاء عقار حيوي مثل الأنسولين المستورد، وقد اضطررت لتناول العقار المصري رغم أنني لا أثق في جودته، كما أنني أضطر لتناوله بجرعات أعلى"، وأضافت: "كيف يعقل توزيع 5 علب أنسولين على كل صيدلية شهريًا؟ فمرضى السكر يستخدمون العقار بصورة مستمرة وأكثر من حقنة يوميًا حينما تكون الحالة صعبة, وأعرف كثيرين يستخدمون أكثر من حقنتين كل يوم". وقالت راجية إسماعيل: "أنا مصابة بمرض السكر منذ عدة أعوام، وابني وابنتي أيضًا مصابان بالسكر، فهو مرض وراثي في عائلتنا" وأضافت: "منذ علمنا باختفاء الأنسولين المستورد والخوف من القادم يزداد بداخلنا". الأطباء يحذرون عدد من الأطباء أكدوا ل"البديل" أن كفاءة الأنسولين المستورد لا تضاهي كفاءة المصري، وشددوا على ضرورة عودة للطبيب المعالج لمراجعة الجرعة في حالة اللجوء للعقار المصري. الدكتور أحمد العسال، أخصائي أمراض الباطنة، قال إن عقار الأنسولين المصري ليس سيئا ولكن المريض يحتاج منه إلى جرعات أعلى، ونصح المرضى بضرورة مراجعة الأطباء المعالجين. وقال الدكتور سيد راعي، أخصائي الغدد الصماء، إن الأمر بحاجة إلى تدخل عاجل من وزارة الصحة، خاصة بعد إعلان بعض شركات الأدوية أن مخزون الأنسولين يكفي لمدة أشهر معدودة, كما أن اختفاء العقار المستورد سيجعل الاعتماد الكلي على العقار المصري بما يؤدي إلى تناقص المخزون منه، ما يعني أن حياة ملايين من مرضى السكر بمصر معرضة للخطر. وحذر الصيدلي أيمن عماد، ، من أزمة اختفاء الأنسولين بالعديد من المستشفيات وأبرزها مستشفى أبو الريش للأطفال التي يعاني الأطفال بها من نقص حاد بالأدوية وأبرزها الأنسولين, وأضاف أن تخصيص 5 علب شهريًا لكل صيدلية يعني أن هذه الكمية لن تكفي 3 مرضى, مؤكدا أن الأزمة لا تحتمل نفي المسؤولين، وأن المرضى لن يتحملوا وضعهم على قائمة الانتظار، وحل المشكلة لا يحتمل أي تأجيل.