مازالت أزمة اختفاء الأدوية الحيوية مستمرة, وبالرغم من نداءات واستغاثات المرضى والأطباء على حد سواء من نقص بعض الأصناف المهمة، فإن الأزمة تفاقمت بصورة أكبر خلال الفترة الماضية, في ظل تقلبات سعر الصرف، وهو ما تجسد في نقص عقار الأنسولين. وأعربت الشركة المصرية لتجارة الدواء عن مخاوفها من اختفاء الأنسولين المستورد خلال الفترة القادمة، بينما أكد عدد من شركات الأدوية المحلية المنتجة للأنسولين أن لديها مخزونا قد يكفي لمدة 3 أو 5 أشهر، ولكن نقص الأنسولين الأجنبي قد يؤثر على مخزون العقار المنتج محليا، وهو ما حذرت منه نقابة الصيادلة. وقال الدكتور أحمد فاروق شعبان، الأمين العام لنقابة الصيادلة, إن الشركة المصرية خصصت 5 علب من عقار الأنسولين المستورد فقط لكل صيدلية شهريًا, ما يعني أن الفترة القادمة ستشهد نقصا حادا أو اختفاء للعقار. وأضاف ل"البديل" أن البعض يتحدث عن عدم وجود أزمة باعتبار توفر الأنسولين المصري، غافلين عن أن مرضى السكر يعتمدون في الأساس على الأنسولين المستورد نظرًا لكفاءته, وأوضح أن نقص العقار جريمة في حق المرضى إذ لا يمكن الاستغناء عنه. وقال الدكتور أحمد عبد الكريم، أخصائي أمراض الباطنة، إن هناك أزمة في عقار الأنسولين بالفعل، وتوجد شكاوى عديدة من المرضى لعدم توفر الدواء بالصيدليات, ورغم تأكيد بعض المسؤولين وجود عقار الأنسولين المصري، فإن المشكلة تظل قائمة إذا لم يتم النظر إلى اختفاء الأنسولين الأجنبي، خاصة أن شريحة كبيرة تمثل أكثر من نصف المرضى يعتمدون عليه نظرا لجودته مقارنة بالأنسولين المصري, إضافة إلى أن الاعتماد على المنتج المصري سوف يزيد الطلب عليه بما يتسبب في أزمة أخرى أكبر، وفي كل الأحوال هذه جريمة في حق المرضى, وأكد أن الأطباء حذروا منذ فترة طويلة من اختفاء الأنسولين بالعديد من المستشفيات وعلى رأسها مستشفى أبو الريش، مما يهدد حياة الأطفال. وقال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن هناك أزمة بالفعل في الأنسولين المستورد، ووجود مخزون مصري يجعل الموقف مطمئنا نوعًا ما, رغم أن عددا كبيرا من المرضى يعتمدون على العقار الأجنبي.