دعا الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إلى مقترح بإنشاء مشروع قومى لصكوك الأضاحى يقوم على إيجاد قدر كبير من التشجيع لشراء الصكوك من خلال مؤسسة، بحيث يستطيع المضحى أن يذبح بنفسه من خلال هذه المؤسسة، أو يوكلها فى الذبح من خلال الصك، وفى حالة الإنابة تبدأ تسهيلات ومرونة العقل الفقهى لتوسعة الاستفادة من هذا الصك، ووضع خطة من خلال قاعدة بيانات للفقراء يمكن توزيع الذبائح عليهم طوال العام على مستوى الجمهورية، وليس فقط أيام العيد. وأكد مفتى الجمهورية -فى تصريحات الليلة- كذلك إمكانية اقتراح أن يكون هناك أيضًا مشروع ملحق لتربية الأضاحى قبل الذبح بدلًا من الاستيراد، وذلك فى نطاق مؤسسى بحيث تصبح آلية التنفيذ ممكنة لهذا المشروع القومى بدايةً من تربية الأضحية، ثم الصك، ثم الذبح والتوزيع، فتصبح عملية محلية وإنتاجًا مصريًّا خالصًا لصالح المصريين. وأردف مفتى الجمهورية قائلًا: إن الذى ينظر فى واقعنا الحاضر يلحظ أن المجتمع فيه بعض المناطق كالقرى التى يعرف فيها الناس بعضهم البعض، لكن فى المدن الكبرى لدينا 28 عاصمة للمحافظات، ولو وقفنا فقط عند عاصمة المحافظة فسيكون عندنا عدد من الناس نحن نجهل طبيعة حالهم، وبالتالى فنحن أمام معضلة فى المدن الكبرى موضحًا: أولًا لا يوجد أماكن مهيأة لذبح الأضحية، وثانيًا: أنت تريد أن يشترك معك الناس فى تناول لحم هذه الأضحية، فمن المستحق فى ظل عدم توافر البيانات؟. وتابع مفتى الجمهورية: بناء على ذلك، قد يكون التوزيع عشوائيًّا، مؤكدًا أننا أصبحنا بحاجة إلى مشروع قومى لقضية الصكوك، بمعنى ضرورة وجود تنسيق بين المؤسسات المختلفة التى تعمل على توزيع الصكوك بحيث نعطى سعة لكافة تفاصيل مسألة الأضحية. وأوضح مفتى الجمهورية أن المقصود بالسعة هى التيسير للمؤسسات المعنية بالصكوك فقط فى مد عملية الذبح لما بعد أيام التشريق، بغرض إمكانية توزيع اللحوم على الفقراء طيلة العام، وهذه السعة تخص فقط المؤسسات المعنية بالصكوك، لأن الشخصية الاعتبارية لها أحكام خاصة، أما الأشخاص فعليهم الالتزام شرعًا بموعد الذبح فى أيام التشريق وطريقته وشروطه. ولفت مفتى الجمهورية النظر إلى ضرورة التأسى بنموذج المملكة العربية السعودية فى هذا المسلك، فعلى سبيل المثال، عندما يأتى الحجاج من كافة الأقطار ويقدمون الهدى يأكلون منها ولا يعلمون كيفية التصرف فيما تبقى، فنتج عن ذلك إتلاف هذه الذبائح، ووجود أضرار صحية، وبيئية، ولذلك قامت المملكة العربية السعودية بعمل مشروع لحوم الهدى، وهو مشروع عملاق نود أن نسير على خطاه، بمعنى أن من لا يستطيع أن يذبح بنفسه يشترى صكًّا من خلال مؤسسة قومية لشراء الصكوك، بحيث تكون وكيلة عنه فى الذبح وتكون مطبقة للشروط الشرعية. وأكد مفتى الجمهورية أن الفقه الإسلامى فيه من المرونة والسعة التى قد تسمح بالذبح لما بعد أيام التشريق فيما يخص هذه المؤسسات، بشرط أن يكون هناك استمرار لعملية الذبح خلال أيام العيد، ولكن لكثرة عدد الأضاحى لا نستطيع الانتهاء منها خلال أيام العيد، وذلك ليعم النفع ويتسع الزمن لذبح كافة الأضاحى ونحل قضية الزمن، وتظل المؤسسات العاملة فى مسألة الصكوك تحت مظلة هذا المشروع القومى المقترح.